متابعات- تليجراف الخليج

أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر عن مقتل 75 مدنيا في هجوم نفذته مليشيا الدعم السريع باستخدام طائرة مسيرة فجر السبت.

وأوضحت القيادة في منشور عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك أن الهجوم استهدف مسجد الدرجة بمعسكر أبو شوك أثناء أداء المصلين صلاة الفجر، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة آخرين، ووصفت الحادثة بأنها جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات الدموية للمليشيا.

حادثة انتقامية تعكس حجم الصراع

قالت القوة المشتركة المساندة للجيش إن استهداف مسجد بمدينة الفاشر يعد بمثابة إعلان لحرب إبادة جماعية ضد سكان المدينة. وأكدت في بيان رسمي أن الهجوم الذي أوقع 75 قتيلا و10 جرحى يحمل بصمات انتقامية نتيجة فشل المليشيا في ميادين القتال. وحمّلت القوة مليشيا الدعم السريع المسؤولية المباشرة عن الحادثة واعتبرتها جريمة ضد الإنسانية.

إدانات محلية ودولية واسعة

في ذات السياق أدانت قوات درع السودان وتجمع روابط دارفور بالمملكة المتحدة الجريمة بأشد العبارات، وحمّلا مليشيا الدعم السريع وحلفاءها الإقليميين والدوليين كامل المسؤولية عن ما جرى. كما اعتبرت حكومة إقليم دارفور الهجوم امتدادا لسلسلة من الانتهاكات التي تنفذها المليشيا مستغلة صمت المجتمع الدولي وتواطؤ بعض الأطراف العالمية، مؤكدة أن ما جرى يمثل جريمة مروعة لا يمكن التغاضي عنها.

شخصيات بارزة بين ضحايا المجزرة

كشفت مصادر إعلامية عن وجود عدد من الشخصيات المجتمعية البارزة ضمن ضحايا المجزرة التي استهدفت مسجد الدرجة. ومن بين الشهداء الملك شريف آدم طاهر ملك عموم دار سويني، والعمدة آدم ود الشيخ رئيس الإدارة الأهلية بمعسكر أبو شوك، إلى جانب الطبيب عمر إسحق سلك، والمعلم حبيب إبراهيم عبد الرحمن، وأمين حكومة ولاية وسط دارفور أحمد آدم علي حسن، إضافة إلى معاوية حسن علي سعيد مسجل كلية الطب بجامعة الفاشر. كما استشهد حذيفة ومالك أبناء الدكتور آدم إبراهيم أحمد من جامعة الفاشر، واللاعب السابق بنادي هلال الفاشر حمودة، والمواطن إسحق إبراهيم جمعة المعروف بـ”لندن” من حي الجيل.

مشاهد مأساوية ونداءات عاجلة

أعلنت المجموعة الإغاثية في الفاشر أنها تمكنت من انتشال 75 جثة لضحايا الهجوم من بين حطام المسجد الذي تعرض للاستهداف. وفي ذات السياق وصفت شبكة أطباء السودان الحادثة بأنها جريمة مروعة تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية، مؤكدة أنها ترقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان. وطالبت الشبكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالتحرك الفوري للضغط على المليشيا لإيقاف الجرائم المتكررة وضمان حماية المدنيين، مع فتح ممرات إنسانية عاجلة لتوفير الغذاء والدواء لمدينة الفاشر المنكوبة.

مدينة الفاشر بين الصدمة والصمود

ذكرت مصادر محلية لشبكة الطابية أن أجواء الصدمة والحزن تخيم على مدينة الفاشر عقب المجزرة، حيث فقدت المدينة شخصيات بارزة من مختلف القطاعات. وأشارت المصادر إلى أن الأهالي ورغم المأساة مصرون على البقاء في أرضهم، معتبرين أن ما حدث يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإقليمي الذي يلتزم الصمت أمام جرائم المليشيا وداعميها، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلا.

إتبعنا