المرأة: نغمة النهضة وأغنيتها - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المرأة: نغمة النهضة وأغنيتها - تليجراف الخليج اليوم الجمعة الموافق 19 سبتمبر 2025 08:45 مساءً

آمنت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن المرأة ليست تفصيلًا في حكاية الوطن، بل هي اللحن الذي يصوغ معناه. رفعت من شأنها، دعمتها في دراستها وعملها، وفتحت أمامها الأبواب لتكون فاعلة لا متفرجة. تحت رعايتها، صارت المرأة الأردنية قادرة أن تحلم وتنجز، أن تكون طالبة على مقاعد الجامعة، أو رائدة أعمال تبني مشروعًا، أو أمًّا عاملة تحمل في يدٍ طفلها وفي اليد الأخرى مستقبلها.

هي التي آمنت أن نهضة الوطن تبدأ من بيت صغير، من أمّ تزرع القيم في قلوب أبنائها، ومن فتاة تفتح كتابها بثقة. لذلك، لم يكن تمكين المرأة شعارًا عندها، بل مشروع حياة، ونداءً عمليًا يترجم بالفرص والمبادرات والمشاريع.

ولعلّ كلماتها تختصر الرؤية حين قالت:

"المرأة نصف المجتمع، لكن حين تُمنح الفرصة تصبح المجتمع كله."

الطفل: بذرة الأمل ووجه الغد

ترى جلالة الملكة رانيا العبدالله في الطفل قصة الوطن كلها. فمن ضحكته يُبنى الأمل، ومن عينيه يُقرأ الغد. لذلك جعلت من التعليم المبكر أولوية، ومن الحماية حقًّا، ومن الصحة النفسية والجسدية واجبًا لا يقبل التهاون.

في مبادراتها، لم تكن تسعى فقط لتأمين مدارس أو كتب، بل لتأمين بيئة تُشعر الطفل أنه محبوب، آمن، وله قيمة في مجتمعه. فهي تعرف أن الطفولة السليمة لا تخرج مجرد طالب ناجح، بل إنسانًا متوازنًا قادرًا على بناء وطنه.

وهنا يصدق البيت الشعري:

"الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَها

أعددتَ شعبًا طيّبَ الأعراقِ"

بيتٌ يلخص فلسفة جلالتها في أن تربية الطفل هي تربية وطن بأكمله.

الأردن في المدى الأوسع

وعلى المنابر العالمية، كانت جلالة الملكة رانيا العبدالله تحمل الأردن كما تحمل الأم طفلها: بفخر، وحرص، وغيرة. لم تُقدّم الأردن كدولة صغيرة فقط، بل كرمز حضاري يحمل رسالة كبرى: أن الإنسانية فوق الحدود، وأن التعليم هو جواز العبور إلى المستقبل، وأن الرحمة يمكن أن تكون سياسةً كما هي عاطفة.

قالت جلالتها في أحد خطابتها:

"التعليم ليس رفاهية، إنه الحق الذي لا يجب أن يُحرم منه أي طفل."

جملة بسيطة، لكنها تعكس فلسفة كبيرة: أن الأوطان تُبنى بالمعرفة، وأن المستقبل لا يُفتح إلا بمفتاح العلم.

إنسانة قبل أن تكون ملكة

السر في جلالة الملكة رانيا العبدالله أنها لم تنسَ يومًا أن تكون إنسانة قبل أن تكون ملكة. في بساطتها، في قربها من الناس، في قدرتها على أن تجلس مع أمّ بسيطة أو طالبة صغيرة وتمنحها الوقت والاهتمام. تلك الإنسانية جعلتها أقرب إلى القلوب من أي لقب، وأغلى في عيون شعبها من أي بروتوكول.

* الكاتبة أخصائية العلاج النفسي

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق