بورتسودان – تليجراف الخليج

أعلنت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة السودانية، عبر إدارة الإعلام الخارجي، إيقاف مديرة مكتب قناتي “الحدث” و”العربية” في السودان، وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها، وذلك على خلفية ما وصفته بـ”تجاوزات مهنية كبيرة ومتكررة” خلال الفترة من 24 ديسمبر 2024 وحتى سبتمبر الجاري.

وأوضح البيان أن القرار جاء بعد فريق التحرير تقارير إعلامية تضمنت معلومات غير دقيقة، ونسب روايات إلى مصادر مجهولة دون توثيق رسمي، مما أدى إلى تضليل الرأي العام المحلي والدولي، والإضرار بسمعة الدولة ومؤسساتها، فضلاً عن نشر محتوى اعتبرته الوزارة مخالفاً للمعايير المهنية الدولية.

أبرز المخالفات التي استند إليها القرار:

– بث تقارير غير موثقة، من بينها مزاعم حول سيطرة ميليشيا الدعم السريع على القيادة العامة، وقصف مطار بورتسودان بطائرات مسيّرة.

– استخدام لغة وصفية عدائية، ومشاهد تمثيلية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي دون الإشارة إلى كونها غير حقيقية.

– تجاهل الرد على خطابات رسمية، منها خطاب يتعلق بتقرير حول استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية.

– نشر اتهامات غير موثقة بحق قيادات النظام السابق، وتقديم صورة غير دقيقة عن موقف الشعب السوداني من قرارات الرباعية الدولية.

تحليل إعلامي وسياسي

يأتي هذا القرار في سياق تصاعد التوتر بين الحكومة السودانية وبعض المؤسسات الإعلامية الدولية، وسط جدل حول حرية الصحافة وحدود المسؤولية المهنية في تغطية النزاعات المسلحة.

ويرى مراقبون أن إيقاف المراسلة دون المساس بترخيص القناتين يعكس محاولة رسم خط فاصل بين احترام المؤسسات الإعلامية وبين محاسبة الأفراد على التجاوزات، في ظل بيئة إعلامية شديدة الاستقطاب.

كما يُسلط القرار الضوء على التحديات التي تواجه الصحافة الدولية في مناطق النزاع، حيث تتداخل الاعتبارات الأمنية مع حرية التعبير، وتُطرح تساؤلات حول معايير التحقق، ومصادر المعلومات، وتأثير المحتوى الإعلامي على الوضع الميداني والإنساني.

توضيح رسمي

أكدت الوزارة أن القرار لا يستهدف قناتي “الحدث” و”العربية” كمؤسستين إعلاميتين مرخص لهما بالعمل في السودان، لكنها شددت على ضرورة التزامهما بالمعايير المهنية والقوانين المحلية، ومراجعة المحتوى المنشور عبر ممثليهما لضمان الدقة والحياد.