نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. انتصارٌ للحق وإرادة الشعوب - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 23 سبتمبر 2025 12:53 مساءً
نشهد اليوم والعالم من حولنا تحوّلًا نوعيًّا تجاه القضية الفلسطينية. فقد اختارت عشر دول – في مقدمتها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا – أن تُترجم مواقفها الأخلاقية إلى أفعال سياسية جريئة بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، ليُسطَّر بذلك فصلٌ جديد من فصول الانتصار للحق والعدالة.
إن هذه الاعترافات المتتالية لم تولد في فراغ، بل هي ثمرة عقود طويلة من صمود الشعب الفلسطيني وثباته الأسطوري في مواجهة أبشع صور الاحتلال والاقتلاع، وإصراره الذي لا يلين على رفض مخططات التهجير والتصفية. ولا ريب أن معركة «طوفان الأقصى» كانت منعطفًا تاريخيًا كشف للعالم حجم الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة، وأحدث شرخًا عميقًا في الصورة المزيّفة التي حاول الاحتلال ترويجها لعقود ووضعتها في عزلة قانونية وأخلاقية، ووأدت أوهام قادتها «المهووسين» بخرافة «إسرائيل الكبرى» الساعية للتوسع على حساب الدول المجاورة، ودفعت الرأي العام العالمي إلى إعادة النظر في مواقفه.
وقد لعب الإعلام المجتمعي دورًا محوريًا في هذا التحوّل، إذ تحوّلت شاشات الهواتف الذكية إلى منصّات حية تكشف الجرائم وتوثّقها وتُفضح مرتكبيها، وتضع أمام المحاكم الدولية أدلة دامغة تلاحق الاحتلال قانونيًا وأخلاقيًا. فبفضل هذه الشفافية وحنكة التعامل الذكي مع وسائل التواصل، تهاوت جدران الدعاية الكاذبة، وتحوّل التضامن الشعبي العالمي إلى فعل سياسي ضاغط.
ولا يمكن إغفال المسيرات المليونية التي اجتاحت عواصم العالم، من لندن إلى باريس وسيدني وتورونتو، مطالبة بالعدالة وإنهاء الاحتلال. هذا الضغط الشعبي وفّر الأرضية السياسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويعكس في جوهره رغبة الغرب – وفي مقدمتهم بريطانيا – في مراجعة تاريخهم وتكفير خطاياهم، وعلى رأسها وعد بلفور الذي خلّف مأساة ممتدة على مدى قرن من الزمان.
هذه التطورات التاريخية تفرض على الفلسطينيين مسؤولية كبرى، فالوحدة الوطنية باتت ضرورة مصيرية، وآن الأوان لنبذ الخلافات وإنهاء الانقسام للحفاظ على الزخم السياسي وتعزيزه. كما يتوجب على الدول العربية اغتنام هذا الدعم الدولي غير المسبوق للقضية الفلسطينية والجهود الكبيرة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في كافة المحافل الدوليه, ودور الوصاية الهاشمية في الحفاظ على القدس والمقدسات، وتحويل هذه الاعترافات إلى واقع ملموس عبر خطوات دبلوماسية وإجراءات عملية تضمن استمرارها وترسيخها.
إن الاعتراف العالمي المتزايد بالدولة الفلسطينية ليس مجرّد قرار سياسي عابر، بل هو شهادة تاريخية بأن هذا الشعب الصامد نجح في فرض قضيته على الضمير الإنساني، وأن الحق مهما طال حصاره لا بد أن يسطع. ونحن في نقابة المهندسين الزراعيين نؤكد أن هذا الاعتراف انتصارٌ لإرادة الشعوب الحرة وقيم العدالة الإنسانية، ورسالة أمل بأن الغد لفلسطين، كل فلسطين، وأن الاحتلال إلى زوال واندحار حتمي. ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾.
* نقيب المهندسين الزراعيين
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق