خاص – قال الباحث في مجال الطاقة عامر الشوبكي إن وكالة الطاقة الدولية وقعت في تناقض صارخ، بعد أن تراجعت عن مواقفها السابقة التي دعت فيها إلى وقف الاستثمار في الوقود الأحفوري بحجة حماية المناخ، لتعود اليوم وتطالب بزيادة الاستثمار في هذا القطاع لتفادي انهيار الأسواق وارتفاع الأسعار.

وأضاف الشوبكي أن هذا التغيير الجذري في خطاب الوكالة لا يمكن قراءته إلا في إطار الضغوط السياسية التي تمارسها الإدارة الأمريكية، خصوصًا في ظل أزمات الطاقة المتكررة وارتفاع الأسعار عالميًا، ما جعل واشنطن تدفع الوكالة إلى تليين خطابها بما يخدم أولوياتها الاقتصادية والسياسية.

وأكد أن هذا التناقض يفضح تسييس قرارات الوكالة الدولية، ويضعف من مكانتها كمرجعية عالمية في أسواق الطاقة، بعد أن أثبتت أنها تستجيب للإملاءات السياسية أكثر من استجابتها للمعطيات الواقعية للسوق.

وأشار الشوبكي إلى أن ما جرى يعزز من مصداقية منظمة "أوبك" التي ظلت متمسكة بتوقعاتها واستراتيجياتها في إدارة أسواق الطاقة العالمية، حيث أثبتت أن قراءتها للسوق كانت الأدق والأكثر واقعية، وأكدت أهمية استمرار الاستثمارات في قطاع النفط والغاز لتحقيق استقرار الأسواق وضمان توازن العرض والطلب.

ولفت إلى أن هذه التطورات تؤشر على أن العالم بات يدرك أن الانتقال الطاقي لا يمكن أن يتم بالقفز على الواقع أو بقرارات مسيّسة، بل عبر خطط تدريجية واقعية تراعي أمن الطاقة العالمي واستقرار الأسواق، مشددًا على أن السياسات التي تتجاهل هذا الواقع مصيرها التراجع أو الفشل.