نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جوجل تتراجع عن هدف الحياد الكربوني 2030 بسبب استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 12:37 مساءً
أقدمت جوجل مؤخرًا على إزالة هدفها المعلن سابقًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030 من موقعها الرسمي في أواخر يونيو. فقد تم تغيير قسم “السعي نحو الحياد الكربوني بحلول 2030” إلى “عملياتنا”، بينما لم يعد التعهد يظهر إلا في الملحق الخاص بأحدث تقرير بيئي للشركة، بعد أن كان شعارًا بارزًا على الموقع.
هذا التغيير يمثل تحولًا ملحوظًا عن وعد الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي في عام 2020 بالاعتماد على طاقة خالية من الكربون بشكل كامل على مدار الساعة بحلول 2030.
ورغم ذلك، تؤكد الشركة أنها لا تزال تهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية عبر عملياتها وسلسلة القيمة بحلول نفس الموعد.
وأشارت التقارير إلى انخفاض انبعاثات مراكز البيانات بنسبة 12% خلال عام 2024. كما أن صفحة الاستدامة الخاصة بمراكز البيانات ما زالت تشير إلى هدف الحياد الكربوني، ولكن بصيغة توحي بأنه “تحدٍ كبير” وليس التزامًا مضمونًا.
في المقابل، ارتفع استهلاك الكهرباء لدى جوجل بنسبة 26% في عام 2024 ليصل إلى 32.2 تيراواط/ساعة، وهو معدل يتجاوز الاستهلاك السنوي لدولة مثل أيرلندا. وجاء هذا الارتفاع نتيجة تشغيل مراكز بيانات جديدة، مما أدى إلى قفزة في الانبعاثات الكربونية على مستوى الشركة بنسبة 48% مقارنة بالعام السابق، وذلك وسط سباق تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وللتوضيح، فإن إرسال رسالة واحدة عبر Gemini يستهلك حوالي 0.24 واط/ساعة، ما يعكس حجم استهلاك الطاقة مع زيادة الاستخدام.
وتشير تقديرات ماكينزي إلى أن تلبية الطلب على الحوسبة ستتطلب استثمارات عالمية تصل إلى 6.7 تريليون دولار بحلول 2030، منها 5.2 تريليون دولار مخصصة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي فقط، والتي قد تساهم في زيادة الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة تصل إلى 70%.
ومن المتوقع أن تمثل مراكز البيانات في الولايات المتحدة وحدها نحو 12% من إجمالي الأحمال الكهربائية بحلول 2030.
ويصف المحللون الوضع الحالي بأنه “أزمة استراتيجية مناخية” على مستوى القطاع، حيث يؤدي الارتفاع الكبير في استهلاك الطاقة إلى تقويض أهداف تقليل الانبعاثات في غياب مسارات واضحة لتحقيقها.
كما تلعب العوامل السياسية دورًا في تعقيد المشهد، خاصة مع مواقف إدارة ترامب السابقة تجاه مبادرات المناخ وحديثها عن “الفحم النظيف للغاية”، مما يجعل الرسائل البيئية للشركات أكثر حساسية.
ويبقى السؤال: هل ستتبع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وأمازون نفس النهج، أم ستظل متمسكة بجعل الحياد الكربوني أولوية رئيسية كما هو الحال في تقاريرها الأخيرة؟
0 تعليق