دراسة مثيرة للجدل تقلب الموازين بشأن اللحوم والسرطان - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دراسة مثيرة للجدل تقلب الموازين بشأن اللحوم والسرطان - تليجراف الخليج اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025 12:45 صباحاً

متابعات- تليجراف الخليج

أثارت دراسة علمية حديثة جدلاً واسعًا بعد أن خلصت إلى نتائج تخالف الاعتقاد السائد عالميًا حول علاقة اللحوم بالسرطان. ففي حين صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم الحمراء ضمن قائمة “المسرطنات المحتملة”، كشفت أبحاث أجرتها جامعة “ماكماستر” الكندية أن استهلاك البروتين الحيواني، بما في ذلك اللحوم، قد يحمي الإنسان من الوفاة بالسرطان بدلاً من أن يزيد احتمالات الإصابة به.

نتائج مخالفة للتحذيرات الطبية

التقرير الذي نشره موقع “ساينس أليرت” وأعادت “العربية.نت” تداوله، أوضح أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من البروتين الحيواني قد يسجلون معدلات وفيات أقل بالسرطان. هذه النتيجة تُناقض بشكل مباشر توصيات وتحذيرات قسم أبحاث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي طالما دعا إلى الحد من استهلاك اللحوم الحمراء.

البروتين الحيواني.. تعريف واسع يخفي الفروق

الدراسة لم تقتصر على اللحوم الحمراء فقط، بل شملت فئة “البروتين الحيواني” الأوسع، التي تضم اللحوم والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان. ويرى خبراء أن هذا التوسّع قد يخفي اختلافات جوهرية بين هذه الأطعمة، خصوصًا أن بعض الأنواع مثل الأسماك الزيتية (الماكريل والسردين) معروفة بقدرتها على الوقاية من السرطان.

تباينات معقدة في الألبان واللحوم المصنّعة

تطرقت الدراسة أيضًا إلى منتجات الألبان، حيث أظهرت بعض الأبحاث أنها تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لكنها قد تزيد من احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا. وفي المقابل، لم تُميّز الدراسة بين اللحوم الطازجة وغير المصنّعة وبين اللحوم المصنّعة مثل النقانق واللحوم المقددة، والتي ارتبطت مرارًا بزيادة مخاطر السرطان.

تمويل الدراسة يثير الشكوك

من النقاط المثيرة للجدل أن الدراسة كانت ممولة من الرابطة الوطنية لمربي الماشية في أميركا، وهي مجموعة ضغط قوية في صناعة لحوم البقر، ما يفتح الباب أمام التساؤلات حول حيادية النتائج ودوافعها.

تعقيدات حول أنواع السرطان

الباحثون لم يحددوا في دراستهم أنواع السرطان التي يمكن أن تتأثر بتناول البروتين الحيواني، الأمر الذي يجعل الاستنتاجات أكثر غموضًا. ويظل السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الآثار الوقائية تشمل جميع السرطانات أم أنها تقتصر على أنواع محددة.

البروتينات النباتية في دائرة النقاش

اللافت أن الدراسة وجدت أن البروتينات النباتية مثل البقوليات والمكسرات ومنتجات الصويا لا تملك التأثير الوقائي ذاته ضد الوفاة بالسرطان، وهو ما يتناقض مع نتائج سابقة أظهرت ارتباطًا بين هذه الأغذية وانخفاض خطر الإصابة بالمرض.

صورة غذائية مربكة

المشهد العلمي حول علاقة الغذاء بالسرطان يزداد تعقيدًا؛ فبينما تؤكد هذه الدراسة دورًا وقائيًا للبروتين الحيواني، تواصل الأدلة الأخرى الإشارة إلى فوائد الأغذية النباتية في تقليل المخاطر الصحية، بفضل الألياف ومضادات الأكسدة والمركبات الحيوية التي تحتويها.

جدل مفتوح ومستقبل غامض

ما بين مؤيد ومعارض، تبقى نتائج هذه الدراسة موضع نقاش، خاصة أنها تتعارض مع سياسات صحية قائمة منذ سنوات. الخبراء يرون أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات المستقلة قبل إعادة صياغة التوصيات الطبية بشأن اللحوم.

الدراسة الكندية لا تُنهي الجدل القائم حول علاقة اللحوم بالسرطان، لكنها بالتأكيد أعادت خلط الأوراق وأثارت تساؤلات جديدة ستدفع الأوساط العلمية والطبية لمزيد من البحث.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق