جمهورية مصر العربية: هل ستحمل وزر الدول العربية وتستعد للحرب؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جمهورية مصر العربية: هل ستحمل وزر الدول العربية وتستعد للحرب؟ - تليجراف الخليج اليوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر 2025 08:45 مساءً

 

 

المنطقة اليوم على صفيح ساخن، والأحداث في غزة تجاوزت كل الخطوط الحمراء. الدماء التي تُسفك بلا توقف والمجازر الممنهجة ليست مجرد مأساة إنسانية، بل اختبار وجودي للأمة العربية، وأمام مصر بشكل خاص اختبار يحدد موقعها القيادي ومستقبل الدور العربي في الصراع الإقليمي.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل ستظل مكتوفة الأيدي، أم ستتحمل مسؤولية الدفاع عن الكرامة العربية والفلسطينية، وتعيد ترتيب أوراق القوة في المنطقة؟

موقع مصر الاستراتيجي يجعلها اللاعب الأساسي في أي معادلة إقليمية. حدودها مع غزة وسيناء ليست خطوطاً على الخريطة، بل جبهات حقيقية تتطلب استعداداً عسكرياً ودبلوماسياً متواصلاً.

التحركات الأخيرة للقاهرة، من تعزيزات عسكرية ورفع حالة الجاهزية، لم تكن مجرد احتياطات دفاعية، بل رسائل تحذير حازمة لكل من يظن أن العرب مجرد مراقبين سلبيين.

مصر تقول للعالم: أي تهجير أو تهديد للأمن الوطني لن يمر دون رد، والرد قد يكون شاملاً إذا تم تجاوز الحدود.

الشارع العربي اليوم يغلي. صور الأطفال والأحياء المدمرة في غزة ليست مجرد مشاهد مؤلمة، بل وقود لغضب شعبي متنامٍ يفرض على الحكومات اتخاذ موقف جاد وحاسم. الصمت السياسي أو الاكتفاء ببيانات التنديد لا يمكن أن يستمر دون أن يُفسَّر كضعف أو تواطؤ. الغضب الشعبي أصبح عنصر ضغط استراتيجي قد يفرض خيارات أكثر جرأة على الحكومات، حتى لو كان الثمن باهظاً، لأن الكرامة الوطنية والالتزام بالقضية الفلسطينية أصبحا قضية وجودية لا يمكن تجاهلها.

المشهد العربي اليوم يظهر ازدواجية واضحة. بعض الدول ما زالت تراهن على الدبلوماسية وبيانات الاستنكار لتجنب مواجهة مباشرة مع القوى الكبرى، بينما دول أخرى ترى أن لغة التفاوض وحدها لم تعد كافية، وأن الكرامة والسيادة لا تُصان إلا باستخدام القوة إذا دعت الحاجة.

هذا الانقسام يصعب معه تصور حرب عربية موحدة في اللحظة الراهنة، لكنه لا يلغي احتمال تحرك محدود أو منسق بين دول محددة إذا تجاوزت الأحداث حدود الأمن القومي أو فرضت تهجيراً جماعياً على الفلسطينيين.

السيناريو الأكثر احتمالاً هو استمرار مصر في تصعيد دبلوماسي مدروس، وتعزيز استعداداتها الدفاعية، وممارسة الضغط السياسي على كل الأطراف لوقف التوسع العسكري.

لكن القاهرة لن تتردد في التحرك عسكرياً إذا تم تهديد سيناء أو فرض تهجير جماعي للفلسطينيين.

الحرب قد لا تكون خياراً طوعياً، لكنها ستصبح حتمية إذا استمر تجاوز الخطوط الحمراء، لأن الدفاع عن الأرض والكرامة أصبح واجباً استراتيجياً لا يمكن تأجيله.

مصر اليوم أمام لحظة مفصلية: إما أن تظل مكتوفة الأيدي مكتفية بالتصريحات الدبلوماسية، أو أن تثبت أن الدم العربي والكرامة الفلسطينية ليسا للتنازل.

القاهرة هي اللاعب الذي سيحدد، بصبر وحنكة سياسية، إن كانت المنطقة ستظل ضمن مربع الدبلوماسية الواقعية، أم أن الوقائع ستجبرها على مواجهة مفصلية تفرضها الأحداث على الأرض، مواجهة قد تعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط بأكمله

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق