متابعات- تليجراف الخليج

كشفت غرفة طوارئ معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور عن انتهاكات صادمة ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق مدنيين فارين من مدينة الفاشر، حيث اتهمتها بالاستعانة بكوادر طبية أجنبية لتنفيذ عمليات استئصال أعضاء بشرية وسحب دماء بالقوة من ضحايا، بينهم نساء وشباب، أثناء محاولتهم مغادرة المدينة.

شهادات مروعة من معسكر زمزم

قال المتحدث باسم معسكر زمزم، محمد خميس دودة، في تصريح لموقع “الترا سودان”، إن مدنيين عديدين تعرضوا لهذه الممارسات الوحشية أثناء فرارهم في اتجاه منطقة طويلة، مؤكدًا وجود مراكز مخصصة لمثل هذه العمليات داخل معسكر زمزم، وأبو زريقة، ومنطقة كيلو 8 شرق الفاشر. وأضاف أن هناك حالات موثقة لأشخاص نُقلت منهم أعضاء بالقوة أو سُحب دمهم بشكل إجباري، قبل أن يتمكنوا من بلوغ وجهاتهم.

حصار خانق يصعّب توثيق الانتهاكات

وأوضح دودة أن الحصار المفروض على مدينة الفاشر حال دون تحديد العدد الكلي للضحايا الذين تعرضوا لهذه الجرائم، مشيرًا إلى أن العشرات قُتلوا خلال محاولاتهم الخروج من المدينة. وحذّر من أن عمليات الاستئصال القسري للأعضاء تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين الفارين من الحرب، معتبرًا ذلك شكلاً من أشكال الاستغلال الطبي القسري.

غياب رد من قوات الدعم السريع

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من قوات الدعم السريع حول هذه الاتهامات الخطيرة.

خلفية: سجل طويل من الانتهاكات

منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، وُجهت اتهامات متكررة لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين شملت القتل والتعذيب والتهجير القسري والاضطهاد، وهي ممارسات وثقتها منظمات محلية ودولية، واعتُبرت بمثابة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

تقرير أممي يؤكد جرائم ضد الإنسانية

وكانت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان قد نشرت تقريرًا في 5 سبتمبر الجاري، أكدت فيه ارتكاب قوات الدعم السريع “جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والتعذيب والتهجير القسري والاضطهاد على أسس عرقية”، خاصة خلال حصارها لمدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور.

المدنيون بين فكي الموت والاستغلال

يرى مراقبون أن هذه الاتهامات، إن ثبتت صحتها، ستفتح فصلًا جديدًا من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في إقليم دارفور، حيث يجد السكان أنفسهم بين فكي الموت المباشر بالرصاص والقصف، أو الموت البطيء عبر الاستغلال الطبي القسري. ويؤكد ناشطون أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات والتحقيق فيها بشكل مستقل.

إتبعنا