نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مظاهر الانقلاب على الديمقراطية الأمريكية.. صفقة الاستحواذ على التيك توك مؤشراً كاشفا وصادما - تليجراف الخليج اليوم السبت الموافق 20 سبتمبر 2025 07:15 مساءً
كتب باسل العكور - اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالامس توصله الى صيغة اتفاق مع عملاق التواصل الاجتماعي الصيني تيك توك ، بعد سنوات من الحظر في الولايات المتحدة الامريكية ، هذا الاتفاق سيتضمن شراء مستثمرين امريكان لما يعادل ٨٠٪ من اسهم الشركة "بايت دانس " في الولايات المتحدة ، وبذلك تكون السيطرة امريكية على المحتوى ، علما بان تيك توك لديها ثلاث نسخ لذات التطبيق :الاولى في الصين والثانية في الولايات المتحدة والثالثة لبقية دول العالم ..
يشير إطار العمل الذي وافقت عليه الصين والولايات المتحدة بشكل مبدئي إلى أن منصة "تيك توك" في أميركا تصبح ملكا لمجموعة من الشركات الأميركية البارزة، وهي التي تتحكم في 80% من أسهم الشركة الجديدة.
ويضم هذا الاتحاد الأميركي مجموعة من كبرى الشركات الأميركية مثل "أوراكل" التي تقدم الخدمات السحابية للمنصة حاليا داخل وخارج الولايات المتحدة، فضلا عن الشركة الاستثمارية "أندريسن هورويتز" و"سليفر ليك" لإدارة الأصول.
وتحتفظ إدارة "بايت دانس" المالكة الصينية ل تيك توك بنسبة 20% فقط من إجمالي أسهم الشركة الجديدة، اما دور الشركة بعد الصفقة غير معلوم حتى الآن، إذ قد تحتفظ بحق إدارة العمليات الرئيسية، وقد تتركه للشركات الأميركية.
ما لم يتم تداوله -ونقلا عن عدد من المصادر المستقلة - ان الشخصية التي سَيُوكل اليها ادارة تيك توك الامريكية هو البليونير الامريكي الصهيوني لاري ايليسون ، وبالمناسبة هذا الرجل هو صاحب اكبر حصص من الاسهم في كل من ( CNN, CBS, TikTok, the FP, Paramount, Skydance, HBO, Warner Bros…).. وبهذه الصفقة الخطيرة يكون الصهيوني ايليسون قد استكمل حلقة السيطرة الكاملة على مختلف المنصات التي تساهم بشكل اساسي في تشكيل الوعي وهندسة الجمهور الامريكي ..
واضح تماما ان هناك سعيا لدى الادارة الامريكية الجمهورية المتصهينة لاحكام السيطرة على ما يصل الى الناس ، ورغبة عميقة بعزل الشعب الامريكي ، وكي وعيهم ، وتشكيل قناعاتهم ، بعيدا عن المؤثرات الخارجية ومحاولات دحض ما تتبناه الادارات الامريكية من قرارات وانحيازات وجرائم وانتهاكات ..
اليمين الامريكي المتطرف او للدقة المتصهين اليوم ، بات يسيطر على اكبر واهم وسائل الاعلام والاتصال الامريكية واكثرها انتشارا ، فلم يكتف هذا اليمين بالسيطرة الكاملة على كل من : منصة X و منصات ميتا و واشنطن بوست وفوكس نيوز ورويترز وبوليتكال ، الان يستحود على تيك توك ، وما زال يبحث عن شراء المزيد من المنصات المستقلة ذائعة الصيت ،ليهيمن تماما على الفضاء و يستحوذ على الرواية دون منافسين في داخل الولايات المتحدة او خارجها ، هو سعي محموم لاحتكار هذا القطاع وتصفية جميع الاصوات الاخرى التي نجحت في خلق حراكات شعبية في امريكا والغرب هددت سطوة هذا الفريق المتطرف على كافة نواحي الحياة ، السياسية والاقتصادية والفكرية ، سيطرة محكمة على قناعات الناس واتجاهاتهم وعمليات بناء مواقفهم وارائهم ووجهات نظرهم في مختلف القضايا الداخلية والخارجية ..
لا اعرف ما الفرق اليوم بين ما يقوم به الساسة الامريكان في تعاطيهم مع ملف الاعلام وما تقوم به الانظمة الشمولية ، فكلاهما يسعيان لاحكام السيطرة على وسائل الاعلام والاتصال ، فما الفرق بين الاستحواذ على وسائل الاعلام بالقوة القسرية وترويع الصحفيين المستقلين وملاحقتهم وسجنهم في الانظمة الشمولية ، وعمليات السيطرة الناعمة التي تتم في الولايات المتحدة على جميع وسائل الاعلام المؤثرة ومنصات التواصل الاجتماعي والغالبية العظمى من الصحفيين المعروفين وكتاب الاعمدة عن طريق رأس المال والصفقات المشبوهة ؟!! ..
إن ما يجري ليس مجرد صفقة تجارية، بل تحوّل استراتيجي يُحكم قبضة رأس المال السياسي المتصهين على منصات تشكيل الرأي، ويقود إلى واقع إعلامي أحادي الصوت بلا منازع، حين يصبح فضاء التعبير مرهونًا بمصالح قلة من أصحاب النفوذ والأجندات، واللوبيات الصهيونية المجندة، تتراجع الديمقراطية نفسها إلى هامش المشهد، وتقترب الولايات المتحدة بتسارع مخيف، من النموذج الذي طالما حذّرت العالم منه!
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق