متابعات- تليجراف الخليج

أطلق المستشار السابق باستشارية حقوق الإنسان والقانون الدولي بمليشيا الدعم السريع، والمنشق عنها، مصطفى عبد الكريم، تصريحات صادمة حول أوضاع المعتقلات التابعة للمليشيا في ولاية الخرطوم، مؤكدًا أن ما يقارب 35% من المعتقلين المدنيين لقوا حتفهم داخل هذه السجون نتيجة الجوع والأمراض وسوء الأوضاع الصحية.

شهادات دامغة عن انتهاكات داخل السجون

أوضح عبد الكريم، الذي وصل إلى بورتسودان الأحد الماضي عقب انشقاقه، أن المليشيا ارتكبت انتهاكات بشعة بحق المعتقلين، حيث لم تفرق بين طفل أو شيخ مسن، مضيفًا أن المجلس الاستشاري الحقوقي الذي كان جزءًا منه كان شاهدًا على وفاة أكثر من ألف معتقل مدني في سجن سوبا وحده.

مأساة سجن سوبا

كشف عبد الكريم أن سجن سوبا كان يضم حوالي 4500 معتقل مدني بينهم أطفال وكبار سن ومرضى مزمنون، مشيرًا إلى أن المجلس أوصى سابقًا بالإفراج عن 1400 معتقل لأسباب صحية، لكن معظمهم ماتوا لاحقًا بسبب الجوع والأوبئة. واعتبر أن بيئة المعتقلات غير صالحة للحياة، بل كانت أقرب إلى مقابر جماعية مغلقة.

معتقلات محظورة ومناطق غامضة

أشار القيادي المنشق إلى أن المجلس الاستشاري لم يكن مسموحًا له بالوصول إلى كل المعتقلات، لافتًا إلى أن معتقل الأدلة الجنائية، الذي كان يشرف عليه المتمرد علي دخرو، كان محظورًا بالكامل على المجلس وحتى على عناصر المليشيا، قائلاً إن من يدخل هذا المعتقل من المدنيين “لا يخرج أبدًا”. كما تحدث عن معتقل العمل الخاص التابع لعلي تانجي، الذي لم يتمكنوا أيضًا من دخوله، وسط روايات مروعة عن ما يجري داخله.

فساد داخلي وتلاعب بالمعتقلين

كشف عبد الكريم أن دورهم في المليشيا كان يتمثل في تقديم الدعم القانوني للمعتقلين ولأفراد المليشيا أنفسهم، لكنه أكد أن الاعتقالات داخل المليشيا كانت تدار بشكل قبلي وانتقائي. فعلى سبيل المثال، إذا قُبض على عنصر بدعوى السرقة، كانت المليشيا تستولي أولاً على المسروق ثم تحدد مصيره لاحقًا، إما بإطلاق سراحه أو سجنه، بحسب وضعه القبلي ونفوذه داخل المليشيا.

دعوة لأهل دارفور وكردفان

دعا عبد الكريم مواطني دارفور وكردفان إلى نفض أيديهم عن المليشيا التي وصفها بأنها “مجرد أداة لتقسيم الوطن بدعم خارجي”، مؤكداً أن سكان هذه المناطق ينتظرون وصول الجيش إليهم، وهو ما تدركه المليشيا وتحاول منعه بفرض طوق أمني حول مدينة نيالا.

نداء لعناصر الدعم السريع

وجه القيادي المنشق نداءً مباشرًا لعناصر المليشيا بالاستفادة من عفو القائد العام للجيش، مشددًا على أن هذه المليشيا لا تملك أهدافًا أو رؤية وطنية، وإنما تعمل كأداة لزعزعة استقرار السودان، وما تقوم به ليس من تخطيطها بل بإملاءات خارجية.

إتبعنا