متابعات- تليجراف الخليج

شهدت ولاية شمال دارفور تصعيدًا جديدًا بعد أن أقدمت مليـ.ـشيا الدعم السريع، أمس الإثنين، على تهجير سكان قرية “طرة” شمالي مدينة الفاشر قسريًا، في خطوة وُصفت بأنها تهدف لتحويل المنطقة إلى مركز عسكري استراتيجي، وفق ما أفادت مصادر عسكرية مطلعة لـ«سودان تربيون».

نزوح جماعي ومعاناة إنسانية

شهود عيان من النازحين الذين وصلوا إلى مدينة مليط أكدوا أن قوة كبيرة من الدعم السريع اقتحمت القرية وأمرت السكان بالمغادرة الفورية، ما تسبب في موجة نزوح جماعي لآلاف المدنيين. وأوضح بعضهم أن عدداً من الأسر فضّلت الفرار إلى ليبيا هربًا من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.

هذا التهجير يأتي في وقت يشهد فيه إقليم دارفور وضعًا إنسانيًا بالغ الخطورة، حيث يواجه المدنيون نقصًا حادًا في الغذاء والمأوى، مع استمرار العمليات العسكرية داخل مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها.

أهمية «طرة» الاقتصادية

قرية طرة تُعد من أبرز المراكز التجارية النشطة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، إذ شكّل سوقها شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا لتغذية القرى المجاورة ومدينة الفاشر بالسلع الأساسية. وكان السوق بمثابة الملاذ الوحيد للمدنيين للحصول على الغذاء والدواء والوقود وسط انهيار سلاسل الإمداد.

سوابق دامية في المنطقة

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها مليـ.ـشيا الدعم السريع القرية، إذ سبق أن اتهمت مدنيين بتهريب مواد غذائية وأدوية ووقود إلى داخل الفاشر المحاصرة، وقامت بتصفيتهم ميدانيًا. كما تعرض سوق القرية في مارس الماضي إلى قصف جوي عنيف نُسب إلى الجيش السوداني، وأسفر عن مقتل العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال في مجزرة مؤلمة.

دوافع عسكرية وراء التهجير

مصادر عسكرية أشارت إلى أن مليـ.ـشيا الدعم السريع تسعى لاستخدام المنطقة في نشر تعزيزات عسكرية جديدة، وتركيب أنظمة تشويش واتصالات متطورة لتأمين تحركات قياداتها العليا. فيما لم يصدر عن عناصر الدعم السريع المتمركزة بالقرية أي توضيح رسمي بشأن أسباب التهجير القسري.

ظهور جديد لقيادات الدعم السريع

بالتزامن مع تهجير سكان طرة، تداولت منصات مقطع فيديو يظهر عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني لمليـ.ـشيا الدعم السريع، وهو يتجول في محيط مدينة الفاشر وسط حراسة مشددة، ما يعكس توجه المليـ.ـشيا لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

إتبعنا