نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: صفقة القرن الاقتصادية.. ماذا يريد إدريس من السعودية؟ - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 09:48 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
أجرى رئيس الوزراء كامل إدريس يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 مباحثات مهمة مع مستثمرين سعوديين ومسؤولين من اتحاد الغرف التجارية بالمملكة العربية السعودية، في خطوة تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين الخرطوم والرياض. وتأتي هذه الزيارة الرسمية التي بدأها إدريس يوم الاثنين 15 أيلول/سبتمبر 2025 في وقت يتزايد فيه اهتمام الحكومة السودانية في بورتسودان بإيجاد بدائل إستراتيجية لاستيراد السلع الأساسية بعد التطورات الأخيرة في العلاقات الاقتصادية مع بعض الشركاء الإقليميين.
بحث استيراد السلع الأساسية من السعودية
تركزت المباحثات بين الجانبين على إمكانية توصل السودان والسعودية إلى اتفاق مباشر لتأمين السلع الأساسية التي تشمل الوقود والمواد الغذائية والمستهلكات الحيوية. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من خطة الحكومة السودانية لضمان استقرار الإمدادات بعد أن توقفت الإمارات عن تصدير المشتقات النفطية والسلع إلى السودان منذ السابع من آب/أغسطس 2025 وفق ما ذكرته وكالة بلومبيرغ الأميركية.
خلفية عن العلاقات الاقتصادية
كان السودان قد استورد بين عامي 2024 و2025 مشتقات نفطية من الإمارات بلغت قيمتها نحو 1.5 مليار دولار، لكن قرار أبوظبي بوقف التعاملات التجارية وضع الحكومة السودانية أمام تحديات جديدة. لذلك، تسعى الخرطوم إلى تعزيز شراكاتها مع المملكة العربية السعودية التي باتت تشكل أحد أهم الخيارات البديلة لاستيراد السلع الأساسية.
توقعات اقتصادية لمخرجات الزيارة
يرجح محللون اقتصاديون أن تسفر الزيارة عن اتفاقيات واسعة النطاق تشمل إمدادات الوقود والسلع الحيوية، إضافة إلى دور سعودي بارز في دعم جهود إعادة إعمار العاصمة الخرطوم التي تضررت بفعل الصراع. كما يُتوقع أن يتم التوصل إلى تفاهمات بشأن استثمارات سعودية في القطاعات الزراعية والصناعية بما يسهم في دفع عجلة التنمية بالسودان.
السعودية وجهة رئيسية للذهب السوداني
تضع الحكومة السودانية المملكة ضمن أبرز وجهات صادرات الذهب، وهو أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد. كما ينظر السودان إلى السعودية باعتبارها شريكاً رئيسياً في تأمين احتياجاته من السلع والخدمات، الأمر الذي يجعل من التعاون الاقتصادي بين البلدين خطوة إستراتيجية لتعويض النقص في الموارد وتأمين الاحتياجات المتزايدة للمواطنين.
ملفات أخرى على طاولة النقاش
إلى جانب القضايا الاقتصادية، يتوقع أن يناقش رئيس الوزراء السوداني مع المسؤولين السعوديين ملف استئناف الطيران المدني من مطاري الخرطوم وبورتسودان، إضافة إلى بحث الترتيبات الخاصة بعودة السودانيين المقيمين في السعودية بشكل طوعي، وهي قضايا تمثل أولوية قصوى للحكومة السودانية في هذه المرحلة.
توسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص
خلال لقائه برئيس اتحاد الغرف التجارية بالمملكة، حسن بن معجب، طرح كامل إدريس رؤية الحكومة السودانية لتوسيع مجالات التعاون بين القطاعين العام والخاص في البلدين، مؤكداً على أهمية تعزيز الاستثمارات السعودية في مشاريع البنية التحتية، والطاقة، والزراعة، والقطاع الصناعي.
تطور ملحوظ في العلاقات الثنائية
المحلل الاقتصادي والباحث في قطاع الطاقة هاني عثمان أشار في حديثه لـ”الترا سودان” إلى أن العلاقات السودانية السعودية شهدت تطوراً ملموساً خلال العامين الماضيين، خاصة في ظل توجه الخرطوم نحو الرياض كحليف اقتصادي موثوق. وأضاف عثمان أن الحكومة السودانية تأمل في دفع السعودية للاستثمار بشكل أكبر في الزراعة والصناعة، بما يساهم في تحقيق استقرار اقتصادي طويل الأمد.
أهمية التوقيت الراهن
زيارة كامل إدريس إلى المملكة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تسعى الحكومة السودانية إلى تثبيت ركائز اقتصادها وإيجاد شركاء جدد بعد التحديات التي فرضتها الأوضاع الإقليمية. وتعتبر السعودية بما تمتلكه من قدرات استثمارية وموارد مالية أحد أهم الشركاء القادرين على دعم السودان في تجاوز أزماته الحالية.
نحو شراكة استراتيجية شاملة
يرى مراقبون أن المباحثات السودانية السعودية ليست مجرد لقاءات اقتصادية، بل تحمل في طياتها أبعاداً استراتيجية على المديين المتوسط والطويل. فالتعاون بين الخرطوم والرياض يمكن أن يتجاوز التجارة ليشمل مشاريع إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، وهو ما يجعل هذه الزيارة نقطة تحول في مسار العلاقات بين البلدين.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق