”بين هدفي الهلال والقادسية... كانت هناك امرأةحكمة تتحكم بمصير المباراة!” - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ”بين هدفي الهلال والقادسية... كانت هناك امرأةحكمة تتحكم بمصير المباراة!” - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025 02:18 صباحاً

لفتت الحكمة الإسبانية إليانا فيرنانديز الأنظار بقوة خلال مشاركتها كمساعدة حكم في مباراة الهلال ضد القادسية، ضمن منافسات الجولة السادسة من دوري روشن السعودي للمحترفين، التي انتهت بالتعادل الإيجابي (2-2) على ملعب "المملكة أرينا" في الرياض، في لحظة تاريخية لم تكن فقط متعلقة بالنتيجة، بل بحضور امرأة إسبانية تُعيد تعريف مفهوم التحكيم في عالم كرة القدم العربي.

45.89.241.160

لم يكن اهتمام الجماهير محصورًا في هجمات الهلال وتصديات القادسية، ولا حتى في هدفيّ سيباستيان جوزيه ورضا نور الدين، بل انتقل إلى قلب الملعب، حيث كانت إليانا فيرنانديز، بزيها الأسود الأنيق وعينيها الثابتتين على خط اللعب، تؤدي دورها بدقة وثقة، مُجسدةً رمزًا للإنجاز النسائي في عالم يهيمن عليه الرجال تقليديًا.

تفاعل جماهيري غير مسبوق

وسرعان ما تحولت المباراة إلى حدث اجتماعي رقمي، إذ امتلأت منصات التواصل الاجتماعي — خاصة تويتر وإنستغرام وتيك توك — بصورها ومقاطع فيديو لقراراتها الدقيقة، وتعليقات مدوية من مشجعين سعوديين وعرب، تفاعلوا مع وجودها بحماس لا مثيل له.
كتب أحد المتابعين: "لم أكن أتوقع أن أرى امرأة تتحكم في مجريات مباراة بهذا المستوى... إليانا تُظهر أن الكفاءة لا تعرف جنسًا!"
بينما قال آخر: "حتى لو لم تكن تعلمين، فأنت اليوم أيقونة للمرأة السعودية التي تؤمن بأن الحدود ليست في الملابس، بل في القدرات."

وبلغت حملة التفاعل ذروتها عندما تصدرت كلمة "#إليانا_فرنانديز" قائمة الأكثر تداولًا في المملكة لساعات، فيما تجاوزت منشورات مقارنة أدائها بحكام رجال، أكثر من 1.2 مليون تفاعل، وأصبحت صورتها واحدة من أكثر الصور تشاركًا في تاريخ الدوري السعودي.

من هي إليانا فيرنانديز؟

المولودة في مدينة أوفييدو الإسبانية عام 1990، بدأت إليانا فيرنانديز مسيرتها التحكيمية عام 2006، وهي في سن السادسة عشرة، بعد أن لاحظت لجنة تحكيم محلية موهبتها أثناء مباريات الشبيبة. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن التطور، فتدرجت عبر الفئات السفلية، ثم أصبحت في عام 2022 ثاني امرأة في تاريخ إسبانيا تُعيَّن كمساعد حكم في دوري الدرجة الأولى (لا ليغا)، وهو إنجاز نادر يُعد شرفًا وطنيًا في بلد يُعَدّ مهد كرة القدم العالمية.

ومنذ عام 2019، أصبحت فيرنانديز ضمن القائمة الدولية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ما فتح لها أبواب المنافسات الأوروبية والعالمية الكبرى. وقد شاركت في عدد من البطولات المرموقة، أبرزها:

  • كأس العالم للسيدات تحت 20 عامًا 2022 في كوستاريكا، حيث كانت من بين الحكام الأساسيين في مباريات المرحلة النهائية.
  • دوري أبطال أوروبا للسيدات 2022/2023، حيث أدارت مباريات مهمة في مرحلة المجموعات.
  • كما شاركت في بطولة الأمم الأوروبية للسيدات (UEFA Women’s Euro) عام 2022، وساعدت في إدارتها بأعلى معايير الدقة والحيادية.

رسالة من الملعب إلى العالم

وبحسب مصدر رسمي في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فإن اختيار فيرنانديز جاء ضمن خطة استراتيجية لتعزيز التنوع والكفاءة في التحكيم، واستقطاب خبرات عالمية لرفع مستوى الأداء الفني في الدوري، مشيرًا إلى أنها "مُرشحة بامتياز" للعمل في مباريات قادمة ضمن المسابقات المحلية.

لكن الرسالة الأعمق، كما يقول المحللون، ليست في التوظيف أو التقييم الفني، بل في الرمزية: فوجود امرأة إسبانية تُمارس مهنتها بثقة في قلب الملاعب السعودية، يمثل نقلة نوعية في تقبل المجتمع للمرأة في أدوار قيادية وفنية، خارج السياقات التقليدية.

ردود فعل من داخل الملعب

وقالت فيرنانديز في مقابلة قصيرة بعد المباراة، عبر مترجمها الرسمي:
"أنا لا أشعر أنني 'المرأة الوحيدة' هنا، بل أشعر أنني 'الحكم' هنا. هذا هو كل ما يهم. أنا فخورة بأن أكون جزءًا من هذا اللقاء، وأتمنى أن يكون وجودي مصدر إلهام لأي فتاة ترغب في ارتداء زيار الحكم، سواء في إسبانيا أو السعودية أو أي مكان في العالم."

لحظة تغيير لا تُنسى

ربما لن يتذكر الجميع نتيجة التعادل 2-2، لكن الجميع سيتذكر لحظة دخول إليانا فيرنانديز إلى الملعب، وكيف أعادت تعريف مفهوم "الاختصاص" في كرة القدم. فهي لم تكن مجرد مساعدة حكم، بل كانت رمزًا لعصر جديد: عصرٍ لا يُقاس فيه الإنجاز بالجنس، بل بالكفاءة، وبالشجاعة، وبالثقة التي لا تُقهر.

وفي ظل توجهات رؤية 2030 نحو تمكين المرأة وفتح المجال أمامها في جميع المجالات، فإن هذه المباراة قد تكون نقطة تحول حقيقية — ليس فقط في دوري روشن، بل في تاريخ كرة القدم العربية نفسها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق