نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ولاية الفقية..اليمنيون يرفضونها... لكن الحوثي ما زال يصرّ... - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025 01:16 صباحاً
في تطور سياسي واجتماعي بارز يعكس عمق التململ الشعبي والرسمي ضد مشروع "الولاية" الذي تتبناه جماعة الحوثي، أيد البرلماني السابق والسفير اليمني المعروف فيصل أمين أبوراس، في تغريدة صادمة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، موقف الكاتب والمفكر السياسي الراحل محمد المقالح، الذي وصف فكرة "الولاية" بأنها "فكرة ميتة"، مؤكداً أن ما قاله المقالح "يعبر عن الغالبية الساحقة من الشعب اليمني".
45.89.241.160
وأكد أبوراس، في تغريدته السبت الماضي، قائلاً:
"محمد المقالح – الحكيم، ما قاله يعبر عن الغالبية الساحقة من الشعب. لا أحد يصدق أن "الولاية" هي مستقبل اليمن. هذا ليس رأي معارضين، هذا هو وعي شعبٍ يئس من الانقلابات الفكرية التي تُسمى حكمًا."
هذه التغريدة ليست مجرد تعليق عابر، بل تمثل إشارة سياسية دقيقة تُعيد تشكيل خريطة الرفض لمشروع الحوثيين، حيث تلتقي فيه شخصية دبلوماسية بارزة، خدمت الدولة في مواقع حساسة كسفير لدى السعودية وممثل دائم لدى الأمم المتحدة، مع صوت ثقافي وسياسي رافض منذ عقود، وهو المقالح، الذي اشتهر بمواقفه الجريئة ضد الاستبداد، سواء كان من نظام صالح أو من انقلاب الحوثي.
"الفكرة ميتة... ستؤدي إلى القبر لا إلى النصر"
جاءت تصريحات المقالح — التي أعاد تداولها أبوراس — في سياق مقال نُشر قبل وفاته بأسابيع قليلة، وجه فيها انتقادًا لاذعًا لجماعة الحوثي، وقال:
"الولاية فكرة ميتة، ولن تقودكم إلى النصر كما تظنون، بل إلى القبر كما هو الواقع. لقد حوّلتم الدين إلى درع للسلطة، والولاء إلى سلاح للتخويف، فعزلتم أنفسكم عن المجتمع، وستكونون في المستقبل منبوذين منه — ولنفس السبب بالضبط."
وأضاف المقالح، في مقاله الذي انتشر كالنار في الهشيم، أن الحوثيين "لا يبنون دولة، بل يبنون معبدًا للطاعة العمياء"، وأنهم "يحولون كل مساحة سياسية واجتماعية إلى ساحة صراع طائفي، تحت شعار ولاية الفقيه، بينما الشعب اليمني لا يعرف إلا ولاية القبيلة، وولاية العقل، وولاية التوافق".
من رفض نخبوي إلى إجماع وطني
ويرى المراقبون السياسيون أن تصريحات أبوراس تحمل دلالة استراتيجية غير مسبوقة، فهي أول مرة يُعلن فيها مسؤول حكومي سابق — ومن خلفية برلمانية ودبلوماسية رصينة — تأييدًا صريحًا لعبارة تُعدّ بمثابة "إدانة شرعية" لمشروع الحوثي الفلسفي والسياسي.
مشروع "الولاية" بين المذهب والانقلاب
ويصف سياسيون وعلماء دين يمنيون مشروع "الولاية" بأنه نسخة مغلقة من الفكر الإيراني، مُعدّلة لتتناسب مع السياق اليمني، لكنها تفتقر لأي أساس تاريخي أو ديني محلي. فبينما يُنظر في إيران إلى ولاية الفقيه كأساس للدولة، فإن الفقه الشيعي الزيدي — الذي يُفترض أنه مرتكز فكري للحوثيين — لا يعترف بهذا المفهوم، بل يعتمد على نظام الإمامة المستمدة من النسب والكفاءة، وليس من التعيين الإلهي أو الخارجي.
وتشير دراسة حديثة أجرتها "مؤسسة الدراسات اليمنية" إلى أن أكثر من 87% من المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي يرون أن "الولاية" ليست جزءًا من هويتهم الدينية، بل هي "استعمار فكري" مدعوم من خارج الحدود.
عزلة متزايدة وانفصال اجتماعي
أما في الساحة الاجتماعية، فقد أظهرت استطلاعات رأي نُشرت في مارس 2025، أن 69% من الشباب اليمني في المناطق الحوثية يشعرون بأن "الحوثيين يفصلونهم عن مجتمعهم"، و83% من النساء يرفضن تطبيق "الولاية" كشرط للحكم، مشيرات إلى أنها "تُستخدم لقمع الحريات وفرض التطرف".
ردود فعل حذرّة من داخل المعسكر الحوثي
وفي ظل تصاعد التصريحات الرافضة، بدا أن القيادة الحوثية تسعى لتجاهل هذه التحركات، لكنها في الوقت نفسه تزيد من حملات القمع ضد المثقفين والصحفيين الذين ينتقدون المشروع.
لكن هذه الحملات، بدلاً من كبح الرفض، زادت من تعميقه، وأصبحت دليلاً على ضعف المشروع الفكري، لا قوته.
إجماع وطني يتشكل في الظل
ويختم المراقبون بأن ما يحدث الآن ليس مجرد موجة احتجاج، بل عملية تكوين إجماع وطني جديد، يتجاوز الانقسامات السياسية التقليدية. فحتى بعض الشخصيات التي كانت تتعاون مع الحوثي في مجالات إدارية أو ثقافية، بدأت تُظهر ترددها، بل وتحولها الصامت إلى المعارضة.
0 تعليق