في لقاءٍ يحمل طابعًا استثنائيًا في تاريخ الدوري الإسباني، يخوض نادي برشلونة مواجهة حاسمة أمام فالنسيا مساء الأحد الموافق 14 سبتمبر 2025، ضمن منافسات الجولة الرابعة من موسم 2025-2026، لكن هذه المرة لن تكون على أرضية "كامب نو" المعتادة، بل على ملعب يوهان كرويف الصغير، الذي سيصبح لأول مرة في التاريخ أصغر ملعب يستضيف مباراة في الليغا، بسعة تقتصر على 6,000 متفرج فقط.

46.3.49.207

البث المباشر :

ملعب صغير.. وروح كبيرة

بعد أكثر من عامين من توقف التحديثات الكبرى في "كامب نو"، والذي لا يزال في مرحلة إعادة الهيكلة الكاملة، قرر النادي الكتالوني الاستعانة بمقره التدريبي التاريخي في إيسكريدال، وهو الملعب الذي يُستخدم عادةً لمباريات فريق الشباب والفرق السفلية. لكن هذا الأسبوع، سيتحول إلى ساحة صراع بين اثنين من أكبر الأندية في إسبانيا، ليُعيد إحياء ذكريات العصور الأولى للعبة، حيث كانت المباريات تُلعب في ملاعب صغيرة، والحماس يفوق المساحات.

وستكون هذه المواجهة أول مباراة رسمية في دوري الدرجة الأولى تُقام في ملعب بسعة أقل من 10 آلاف متفرج منذ عام 1987، ما يجعلها حدثًا تاريخيًا لا يُضاهى، ويُثير جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والإدارية، خاصة مع توقعات ببيع جميع التذاكر خلال ساعات قليلة من طرحها، ووصول أنصار برشلونة من جميع أنحاء العالم لمشاهدة المباراة "بأسلوب مختلف".

موعد المباراة وقنوات البث

تنطلق المباراة عند الساعة 10:00 مساءً بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة، و11:00 مساءً بتوقيت الإمارات، وتُنقل حصريًا عبر قناة beIN SPORTS 1 بصوت المعلق العالمي عامر الخوذيري، الذي سيقدم تغطية شاملة تجمع بين التحليل الفني والمشاعر التاريخية للمباراة.

كما يمكن للمشجعين في منطقة الشرق الأوسط مشاهدة اللقاء مباشرة عبر تطبيقَي TOD TV وbeIN Connect، بينما يُمكن للجماهير خارج المنطقة الاستفادة من خدمات VPN مثل Nord VPN للوصول إلى البث المباشر دون أي عوائق تقنية.

وضع الفريقين قبل المواجهة

برشلونة: بين الأزمات والآمال

يدخل برشلونة المباراة بعد تعادل محبط (1-1) أمام رايو فاليكانو في الجولة الثالثة، ما جعله يحتل المركز الخامس بـ7 نقاط من 3 مباريات، وهو أدنى مركز له منذ موسم 2018-2019. ويعاني الفريق من غيابات خطيرة تشمل:

• الحارس الأساسي مارك-أند تير شتيجن (إصابة في أوتار الركبة).
• الوسطاء المميزون غافي وبالدي ودي يونغ (جميعهم مصابون)، ما يضع ضغطًا كبيرًا على صانع الألعاب الشاب بيدري، الذي يُتوقع أن يقود الخطوط الخلفية من مركز وسط مركزي.

وفي الهجوم، يُنتظر أن يقود فيران توريس خط الهجوم، بعد أداء متميز في مباراتي الدور الأوروبي الأخيرة، مع مراقبة دقيقة لحالة روبرت ليفاندوفسكي، الذي يعاني من تقلص في الطاقة بعد عودته من الإصابة، وقد يكون على دكة البدلاء.

التشكيل المتوقع لبرشلونة:

• الحراسة: غارسيا
• الدفاع: كوندي – غارسيا – كوبارسي – مارتين
• الوسط: بيدري – كاسادو – يامال – أولمو
• الهجوم: رافينيا – توريس

وقد يلجأ المدرب خوان كارلوس جارسيا إلى تشكيلة متحركة، مع احتمالية ظهور ميخائيل أودو كبديل سريع في الشوط الثاني، إذا تطلب الأمر هجومًا مفتوحًا.

فالنسيا: حلم العودة من جديد

من جانبه، يدخل فالنسيا المباراة وهو يبحث عن ثبات في منتصف الجدول، بعد أن حقق فوزًا مذهلًا (3-0) على خيتافي في الجولة الثالثة، بعد تعادل سلبي مع ريال سوسييداد وخسارة مذلة أمام أوساسونا (2-1). ويمتلك الفريق 4 نقاط، ويحتل المركز الحادي عشر، لكنه يملك دافعًا قويًا: إنهاء سلسلة خسائر مدوية أمام برشلونة.

فمنذ عام 2021، خسر فالنسيا آخر 4 مواجهات ضد برشلونة بنتيجة إجمالية قدرها 18-0، بما في ذلك هزيمتان 5-0 و6-0 في الموسمين الماضيين. لكن المدرب خوان كارلوس أليجرون يرى في هذه المباراة فرصة لقلب المعادلة، خاصة مع وجود تشكيلة كاملة وخالية من الإصابات، وهو أمر نادر في موسم مزدحم.

النجمان دانجوما ولوبيز يشكلان خطورة حقيقية على دفاع برشلونة المهدد بالغيابات، بينما القائد غايا، الذي يعود من إصابة طويلة، سيقود الدفاع بتجربته وقوته النفسية.

التشكيل المتوقع لفالنسيا:

• الحراسة: أغيريزابالا
• الدفاع: تاريغا – دياخابي – كوبيتي – فولكييه
• الوسط: غيرا – سانتاماريا – غايا – لوبيز
• الهجوم: دانجوما – ريوخا

ومن المرجح أن يعتمد فالنسيا على الهجمات المرتدة السريعة، مع تمركز دانجوما كرأس حربة، ودعمه بتمريرات دقيقة من لوبيز وغايا، في محاولة لاستغلال الثغرات التي قد تظهر في خط دفاع برشلونة غير المتكامل.

التحدي الأكبر: الضغط النفسي والموقع

ليس فقط الأرقام والنتائج هي ما يُحدد مصير هذه المباراة، بل الرمزية: برشلونة، الذي اعتاد على ملعبه العملاق، يُجبر على اللعب في ملعب صغير، بينما فالنسيا، الذي يعاني من "عقدة الخسارة" أمام الكتالونيين، يرى في هذه المباراة فرصة لتغيير التاريخ.

المدرب جارسيا قال في مؤتمره الصحفي:

"نحن لا نلعب في ملعب صغير... نحن نلعب في ملعب يحمل روح برشلونة. يوهان كرويف كان يؤمن أن كرة القدم تُلعب بالعقل، وليس بالمساحات. سنلعب هنا كما لو كنا في كامب نو."

أما أليجرون فأضاف:

"نحن لا نخشى التاريخ. نحن نصنع تاريخًا جديدًا. اليوم، ليس هناك كامب نو... لكن هناك ملعب، وفريق، وقلب ينبض بالرغبة في الفوز."

توقعات المحللين

يتفق الخبراء على أن برشلونة هو المرشح الأقوى، لكنهم يحذرون من خطورة فالنسيا في ظروف غير تقليدية. التوقعات تشير إلى فوز برشلونة بنتيجة 2-1 أو 3-1، لكن مع احتمالية كبيرة لتسجيل هدف مفاجئ من جانب فالنسيا، خصوصًا إذا نجح دانجوما في استغلال أخطاء الدفاع الكتالوني.

خاتمة: عندما يصبح الملعب جزءًا من القصة

هذه ليست مجرد مباراة في الدوري الإسباني. إنها عودة إلى جذور اللعبة، حيث يُعاد اكتشاف أن كرة القدم لا تُقاس بسعة المدرجات، بل بحجم المشاعر، وقوة الإرادة، وعمق التاريخ.

بينما ينتظر العالم كيف سيتعامل برشلونة مع ضغوط "الصمت النسبي" لملعب صغير، ويدفع فالنسيا بأقصى ما لديه لكتابة فصل جديد في مواجهة تبدو مستحيلة... فإن كل عاشق للرياضة سيقف متأملًا: هل ستكون هذه المباراة بداية نهضة جديدة لفالنسيا؟ أم مجرد خطوة أخرى في طريق برشلونة نحو استعادة مجده؟

المباراة تبدأ عند 10:00 مساءً بتوقيت مصر والسعودية — لا تفوتوا لحظة تُكتب فيها صفحة جديدة في تاريخ الليغا.