نستعرض معكم أعزاءنا الزوار أبرز وأحدث الأخبار كما تجدونها في السطور القادمة إثيوبيا تفتتح سد النهضة رغم التوتر مع مصر والسودان - تليجراف الخليج لليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 04:03 مساءً
افتتحت إثيوبيا رسميا، اليوم الثلاثاء، سد النهضة الضخم المقام على نهر النيل، والذي يشكّل منذ أعوام موضع توتر مع مصر والسودان، ووصف رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد السد بأنّه "إنجاز عظيم ليس فقط لإثيوبيا، بل لكل السود".
وقال أحمد أثناء حفل التدشين الذي حضره قادة إقليميون، إن السد "يظهر أننا... قادرون على تحقيق كل ما نخطط له"، متوجّها الى دول الجوار بالقول إن "إثيوبيا أنجزت مشروع سدّ النهضة الكبير من أجل المجتمعات السوداء. هذا لن يؤثر على الإطلاق على تنميتكم".
وتقدّم إثيوبيا "سد النهضة الكبير" على أنّه أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا.
ويشكّل السدّ مصدر اعتزاز لأديس أبابا، وأيضا موضع إجماع نادر الحصول في بلاد تشهد نزاعات مسلّحة بعضها لا يزال جاريا ولا سيما في منطقتي أوروميا وأمهرة، ثاني أكبر أقاليم إثيوبيا من حيث التعداد السكاني، وبعضها انتهى كما في إقليم تيغراي حيث توقفت الحرب في 2022 بعدما أوقعت 600 ألف قتيل بحسب تقديرات الاتحاد الإفريقي.
تهديد وجودي
غير أنّ المشروع يواجه انتقادات شديدة من مصر التي تعتبره تهديدا وجوديا إذ قد يؤدي إلى تراجع مواردها المائية.
وتعوّل مصر البالغ عدد سكانها نحو 110 ملايين نسمة، على النيل لتغطية 97% من احتياجاتها من المياه، ولا سيما للزراعة.
وبحسب وزارة الموارد المائية والري المصرية، فإن موارد مصر المائية تقدر بحوالى 56,6 مليار متر مكعب سنويا، في حين تبلغ احتياجاتها حوالى 114 مليار متر مكعب سنويا.
وفي آب/ أغسطس الماضي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن "من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن تهديد أمنها المائي فهو مخطئ" مؤكدا "سنتخذ التدابير المكفولة كافة بموجب القانون الدولي للحفاظ على مقدرات شعبنا الوجودية".
وقامت السلطات المصرية مؤخرا بالتقارب مع الدولتين المحاذيتين لإثيوبيا، إريتريا التي شهدت علاقاتها مؤخرا توترا مع أديس أبابا، والصومال.
كذلك أعرب السودان عن قلقه حيال تشغيل سد النهضة وشدد في موقف مشترك مع مصر في أواخر حزيران/ يونيو على "رفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق".
وفشلت كل محاولات الوساطة بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، والتي قامت بها تواليا الولايات المتحدة والبنك الدولي وروسيا والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الإفريقي.
"ثورة في مجال الطاقة"
وسعت إثيوبيا مرارا لطمأنة دول الجوار، يتقدمها بلدا المصب مصر والسودان، بشأن مشروع سدّ النهضة.
وتوجه أبيي أحمد في تموز/ يوليو إلى "جيراننا عند المصب، مصر والسودان"، بالقول إن "سد النهضة لا يشكّل تهديدا بل فرصة مشتركة"، مشيرا إلى أن "الطاقة والتنمية اللتين سيولدهما لن ترتقيا بإثيوبيا وحدها".
وأكد أن "سد أسوان في مصر لم يخسر ليترا واحدا من المياه بسبب سد النهضة".
وكرر هذا الخطاب مؤخرا إذ قال إن "السدود (المصرية والسودانية) يفترض أن تكون ممتلئة. لا نريد أن يولّد (سد النهضة) أي مخاوف" للبلدين.
ويرى خبراء أن سدّ النهضة يعدّ بمثابة تعهّد بـ"ثورة في مجال الطاقة" في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان (130 مليون نسمة)، لا يحصل سوى% منهم على الكهرباء.
ويقدَّر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للسدّ 5 آلاف ميغاوات، أي ضعف ما ينتج البلد راهنا.
وأطلق مشروع "سد النهضة الإثيوبي الكبير" في نيسان/ أبريل 2011 بميزانية بلغت أربعة مليارات دولار. ويبلغ عرضه 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا فيما تصل سعته إلى 74 مليار متر مكعّب من المياه.
كذلك، قالت أديس أبابا إنه سيوفّر إيرادات قدرها مليار دولار سنويا من الكهرباء المباعة لجيرانها.
وفي مطلع أيلول/ سبتمبر، أكد أبيي أحمد أن هذه المداخيل سيتم استثمارها "في مشاريع أخرى"، مشيرا الى أن أديس أبابا تعتزم إقامة "مشاريع أخرى مثل مشروع سدّ النهضة الكبير خلال السنوات الخمس أو العشر أو الـ15 المقبلة".
وبدأت الاحتفالات بتدشين السد مساء الاثنين، تخللّها تحليق طائرات بدون طيار تحمل شعارات، مثل "الصعود الجيوسياسي" و"قفزة نحو المستقبل"، إضافة إلى عرض ضخم للألعاب النارية.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، انتشرت صور السد مزيّنا بالعلم الإثيوبي.
وينسب كل من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي كانت في السلطة حتى العام 2018، وحزب رئيس الوزراء أبيي أحمد الذي خلفها، إلى نفسه الفضل في تنفيذ المشروع.
0 تعليق