في صورة تختصر عمق المأساة، قال مدير عام وزارة الصحة في القطاع، منير البرش، إن غزة "تُستنزف بالموت البطيء"، مؤكداً أن المجاعة لم تعد تهديداً محتملاً، بل واقعاً يومياً يحاصر السكان من جميع الاتجاهات.

البرش أوضح أن اليوم سجّل أعلى معدل وفيات بسبب الجوع منذ بدء الحرب، مشيراً إلى أن "الناس يموتون في الشوارع نتيجة انعدام الغذاء والدواء"، وأن القصف المستمر جعل المواطن العادي يتمنى "الموت المباشر" بدل المعاناة الطويلة.

وفي تقرير موازٍ، أعلنت وزارة الصحة أن القطاع شهد خلال الساعات الـ24 الماضية وفاة 13 شخصاً جراء سوء التغذية، بينهم 3 أطفال، ما يرفع حصيلة الوفيات بسبب الجوع إلى 361 حالة، بينهم 130 طفلاً. كما بيّنت أن 83 وفاة جديدة سُجلت منذ إعلان المجاعة رسمياً، بينهم 15 طفلاً.

تزامن ذلك مع استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، رغم تكدس قوافل الإغاثة على الحدود. وأكدت الأمم المتحدة في 22 آب/أغسطس حدوث المجاعة فعلياً في مدينة غزة، متوقعةً تمددها إلى دير البلح وخان يونس بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.

ويأتي هذا وسط حرب شاملة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بدعم أميركي، تسببت حتى الآن في أكثر من 223 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين والنازحين، ودمار واسع أزال أجزاء كبيرة من مدن القطاع عن الخريطة.

102.165.1.96