متابعات- تليجراف الخليج

تصاعد الجدل في مصر خلال الأيام الماضية بشأن مزاعم اختراقات واسعة لحسابات البريد الإلكتروني “جي ميل” التابع لشركة جوجل الأميركية، وذلك على الرغم من نفي الشركة وقوع أي عمليات قرصنة واسعة النطاق.

وبينما تؤكد جوجل أن أنظمتها قادرة على التصدي لأكثر من 99.9 بالمئة من محاولات التصيد والبرمجيات الخبيثة، يصر خبراء أمن سيبراني ومستخدمون مصريون على أن الاختراقات حدثت بالفعل وأثرت في حسابات عديدة.

شكاوى واسعة رغم النفي الرسمي

بالتزامن مع نفي جوجل ، تزايدت الشكاوى في مصر من تعرض حسابات “جي ميل” للقرصنة وسرقة كلمات المرور، ما انعكس على حسابات مالية وتطبيقات مرتبطة بالخدمة. وأكد خبراء أن الهجمات الإلكترونية استمرت قرابة أربعة أيام، مصدرها دول في أوروبا وجنوب شرق آسيا، وخلالها أرسلت جوجل بالفعل تحذيرات إلى أعداد كبيرة من المستخدمين بشأن محاولات دخول غير آمنة.

شهادات خبراء الأمن السيبراني

الخبير في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي أحمد عبدالفتاح أوضح أن جوجل وجهت رسائل تحذيرية لمستخدمين كثر بشأن عمليات دخول من أجهزة مجهولة المصدر. وأشار إلى أن هذه التطورات أثارت حالة من الذعر خصوصاً بين المصريين غير المتمرسين بالتكنولوجيا، إذ باتت حساباتهم وأموالهم معرضة لخطر السرقة الفوري.

أموال في مهب الاختراق

عبدالفتاح لفت إلى أن عدداً من المصريين يربطون حساباتهم البنكية وخدمات الدفع الإلكتروني مثل “فوري” و”إنستاباي” بحساباتهم على “جي ميل”، وهو ما يجعل أي عملية اختراق بمثابة تهديد مباشر لمدخراتهم ومعاملاتهم المالية. وأكد أن بيان جوجل بدا متناقضاً، حيث نفت الشركة وجود “اختراقات واسعة”، بينما الواقع يؤكد حدوث عمليات مؤثرة على شريحة معتبرة من المستخدمين.

بين المصطلحات والمعايير

وتساءل عبدالفتاح: “هل يجب أن يتعرض مليار مستخدم للاختراق حتى تعتبره جوجل واسع النطاق؟”، معتبراً أن اختراق مئة ألف حساب مثلاً يكفي لإثبات وجود خلل حقيقي.

شهادات أخرى حول الهجمات

الخبير التقني المتخصص في برامج مكافحة القرصنة مروان بدر الدين أكد هو الآخر أن الاختراقات وقعت بالفعل، وأن آثارها واضحة على المستخدمين المصريين، خاصة غير الملمين بإجراءات التأمين مثل المصادقة الثنائية أو إعداد بريد بديل لاستعادة الحساب.

مخاطر أكبر على الفئات الهشة

وأشار بدر الدين إلى أن شريحة كبيرة من كبار السن وبعض التجار ومتوسطي التعليم تعتمد على حسابات “جي ميل” لتشغيل الهواتف وإدارة التطبيقات البنكية والمالية، دون أن تكون لديهم خبرة كافية لحماية بياناتهم. واعتبر أن إنكار جوجل للأزمة يزيد من صعوبة الموقف بالنسبة لهم.

الأزمة تتجاوز مصر

في السياق ذاته، شدد بدر الدين على أن المصريين ليسوا وحدهم المتأثرين، إذ سجلت الاختراقات في مناطق أخرى من العالم، وكتب عدد من المستخدمين شكاوى عبر منصات التواصل الاجتماعي يطالبون فيها بحلول عاجلة.

تصريحات خبير سابق بجوجل

أما إسلام مهداوي، الخبير السابق لدى جوجل في الشرق الأوسط، فأكد أن الشركة تمتلك أنظمة قوية للتصدي للهجمات وتقليل الخسائر. لكنه أقر بأن رؤية جوجل لمفهوم “الاختراقات الواسعة” تختلف عن رؤية الخبراء، فهي تعتمد على مقاييس شمولية أوسع. وأوضح أن الهجمات الأخيرة انطلقت من دول مثل بولندا والتشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا، إضافة إلى الصين والهند، بينما في مصر كان مصدر الاختراقات بالأساس بولندا وسلوفينيا.

توصيات بالحذر وتفعيل المصادقة

مهداوي دعا المستخدمين إلى تفعيل إجراءات الحماية مثل “المصادقة الثنائية” واستخدام مفاتيح المرور بدلاً من كلمات السر التقليدية، إلى جانب نشر حملات توعية موجهة للفئات الأقل دراية بالتكنولوجيا، لتقليل مخاطر الوقوع ضحية للهجمات