"القرع المُر ليس مجرد خضار تقليدي، بل مركّب طبيعي متعدد الوظائف"، هذا ما تؤكده سلسلة من الدراسات العلمية الحديثة التي أعادت تسليط الضوء على فوائد هذا النبات الذي لطالما كان حجر أساس في الطب الشرقي منذ آلاف السنين.

45.89.241.160

في وقت تتزايد فيه معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، كشفت الأبحاث أن القرع الأخضر المُر – المعروف علمياً باسم Momordica charantia – يمتلك قدرة فريدة على تنظيم مستويات السكر في الدم، خفض الكوليسترول الضار، والمساهمة في مكافحة أنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان المعدة والقولون والرئة والبلعوم الأنفي.

يأتي القرع المُر في شكلين رئيسيين: الصنف الصيني، وهو طويل وأخضر باهت ذو سطح متعرج، والصنف الهندي، الذي يتميز بقوام أنحف وأطراف مدببة وقشرة خشنة مبطنة بأشواك. ورغم مذاقه المرّ، إلا أن تركيبته الغذائية تجعله من أكثر الخضروات فائدة للصحة العامة.

القرع المُر غني بفيتامين C، الذي يعزز المناعة ويساعد على التئام الجروح، إلى جانب فيتامين A الضروري لصحة البصر والوظائف الإنجابية. كما يحتوي على معادن أساسية مثل الكالسيوم، البوتاسيوم، الزنك، المغنيسيوم، والفسفور، مما يجعله داعماً قوياً لصحة العظام والجلد والأسنان.

وتشير الدراسات إلى أن القرع يحتوي على مادة كيميائية تُسمى "بولي ببتيد-بي"، وهي شبيهة بالأنسولين وتساعد في خفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري، عبر تحسين امتصاص الجلوكوز وإبطاء عملية الهضم.

إلى جانب دوره في تنظيم السكر، أظهرت الأبحاث أن القرع المُر يساهم في تقليل مستويات الكوليسترول السيئ (LDL)، مما يقلل من خطر تراكم الدهون في الشرايين ويحد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب.

أما في مجال مكافحة السرطان، فقد أثبتت إحدى الدراسات أن مستخلص القرع المُر قادر على قتل خلايا سرطانية في المعدة والقولون والرئة والبلعوم الأنفي، كما أظهرت نتائج واعدة في الحد من نمو خلايا سرطان الثدي.

بفضل احتوائه على نسبة عالية من الألياف، يساعد القرع المُر على الشعور بالشبع، إبطاء عملية الهضم، والتحكم في الوزن. كما يعزز صحة الجهاز الهضمي ويقي من الإمساك، مما يجعله خياراً غذائياً مثالياً لمن يسعون إلى نمط حياة صحي ومتوازن.