نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل كان انزلاق ترسين كارثة طبيعية أم جريمة مدبّرة لإخلاء الجبل؟ - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 08:47 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
أثار القيادي في حركة تحرير السودان قيادة مناوي، مولانا فوزي حسن، جدلًا واسعًا بعد أن شكك في طبيعة الحادثة التي شهدتها قرية ترسين بوسط جبل مرة غربي السودان، حيث أدى انزلاق أرضي مدمّر إلى دفن سكان القرية بأكملهم في حادث مأساوي هز ضمير الإنسانية.
فوزي اعتبر ما حدث مخططًا مدروسًا يستهدف تفريغ جبل مرة من سكانه وتحويله إلى منطقة صناعية، مشيرًا إلى أن ما يبدو للبعض كارثة طبيعية قد يكون من فعل ما وصفها بـ”دويلة الشر والجنجويد”، التي تمتلك الأدوات والقدرات لتنفيذ مثل هذه الأحداث ثم إلصاقها بالطبيعة.
تفاصيل الحادث المأساوي في ترسين
منطقة ترسين التابعة لدائرة أمّو بوسط جبل مرة، شهدت يوم الأحد 31 أغسطس 2025، انزلاقات أرضية كبيرة نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأسبوع الأخير من أغسطس، ما أدى إلى مقتل جميع سكان القرية الذين يقدر عددهم بأكثر من ألف شخص، ولم ينجُ منهم سوى شخص واحد فقط بحسب رواية حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد. هذه الحصيلة الكارثية فتحت باب الجدل حول حقيقة ما جرى ودوافعه.
تضارب الروايات حول أسباب الانهيار
رواية حركة عبدالواحد أشارت فقط إلى أن ما جرى هو انزلاق أرضي طبيعي، لكن تصريحات فوزي جاءت لتفتح باب التشكيك في هذه الرواية. في المقابل، أصدر تحالف السودان التأسيسي بيانًا باسم المتحدث الرسمي د. علاء الدين عوض نقد، أعلن فيه أن المنطقة باتت منطقة طوارئ وكوارث طبيعية، داعيًا جميع المنظمات الإنسانية للتدخل العاجل.
جهود الإنقاذ وإعلان الطوارئ
تحالف السودان التأسيسي كشف في بيانه عن تشكيل لجنة طوارئ من قبل الحكومة الموازية لمعالجة آثار الكارثة، والتنسيق مع الجهات ذات الصلة لتوفير المعلومات الأولية اللازمة، بما يمكّن من تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمنكوبين والمتضررين في جبل مرة والمناطق المحيطة.
اتهامات بالتفجير المدبّر
فوزي ذهب أبعد من مجرد التشكيك، إذ أوضح أن مثل هذه الانزلاقات قد تحدث بالتزامن مع الأمطار إذا سبقها “تفجير منجم ذهب أو زراعة دانميت أرضي بتوقيت محدد”، وهو ما يراه مؤشراً على عمل مدبّر يقف خلفه من وصفهم بالجنجويد، الذين يسعون للسيطرة على أراضٍ غنية بالذهب والمعادن في جبل مرة.
روايات ميدانية من الفاشر
الصحفي معمر إبراهيم، الموجود في الفاشر، أشار إلى أن سكانًا محليين في جبل مرة أعربوا عن شكوكهم في دقة البيان الصادر عن حركة عبدالواحد نور، الذي تحدث عن دفن قرية بأكملها. وأوضح معمر أنه تلقى رسائل صوتية من مواطنين تقلل من حجم الكارثة وتؤكد أن أعداد الضحايا أقل مما أُعلن. وانتقد معمر ما وصفه بالتضليل الإعلامي، داعيًا الناطق الرسمي باسم الحركة إلى الاعتذار للرأي العام وتوضيح الحقائق دون تهويل أو تقليل.
الكارثة الإنسانية في الفاشر
معمر لفت أيضًا إلى أن تضخيم أو تشويه رواية ما حدث قد يكون محاولة لصرف الأنظار عن المأساة الإنسانية المستمرة في مدينة الفاشر، التي تتعرض لهجمات متواصلة من قوات الدعم السريع وتحالفاتها، حيث يتم استهداف المدنيين بالقصف المدفعي والتصفية الجسدية على أساس العرق واللون، مؤكدًا أن مثل هذه الجرائم يجب أن تكون محل اهتمام الرأي العام المحلي والدولي.
التحذيرات الجوية من تكرار الكارثة
من جانبه، أكد الراصد الجوي المنذر أحمد الحاج، أن ما حدث في جبل مرة قد يتكرر في المناطق المحيطة، نظرًا لتشبع الأرض بالكامل بالمياه نتيجة الأمطار الغزيرة المتواصلة، ما جعل باطن الأرض عبارة عن برك طينية هشّة. ودعا الحاج سكان القرى المجاورة إلى الابتعاد مؤقتًا عن المناطق المعرضة للانهيار حفاظًا على حياتهم.
بين الحقيقة والاتهامات السياسية
الحادثة كشفت عن صراع السرديات بين القوى المختلفة، حيث يرى البعض أنها كارثة طبيعية بينما يذهب آخرون إلى أنها نتيجة لمخطط مدروس. هذه التناقضات خلقت حالة من الغموض حول الحادثة، بين روايات الضحايا، وبيانات الحركات المسلحة، وتصريحات التحالفات السياسية، مما جعل جبل مرة مركزًا لجدل سياسي وإنساني معقد.
مأساة إنسانية تستدعي التدخل الدولي
رغم تضارب الروايات، يظل المؤكد أن ما جرى في ترسين يمثل مأساة إنسانية كبرى تستوجب تدخلاً عاجلاً من المنظمات الإقليمية والدولية لاحتواء الكارثة وتقديم العون للمتضررين، إلى جانب كشف الحقائق للرأي العام بعيدًا عن التضليل والتسييس
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق