في أجواء احتفالية مميزة، افتُتحت مساء الاثنين 1 سبتمبر 2025 فعاليات الدورة 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أحد أعرق وأهم التظاهرات المسرحية في المنطقة العربية، وذلك على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية.

عرض "انتصار حورس" يفتتح فعاليات الدورة

102.165.1.96

استهلت فعاليات الافتتاح بعرض مسرحي ملحمي بعنوان "انتصار حورس" من إخراج وليد عوني، مستلهمًا الأساطير الفرعونية القديمة في معالجة رمزية لصراع الخير والشر، ضمن رؤية بصرية تؤكد أن المسرح التجريبي امتداد للجذور الثقافية لا قطيعة معها.

كما شهد الحفل تكريمًا بصريًا خاصًا لذكرى المخرج الأميركي روبرت ويلسون، أحد أبرز رواد المسرح الطليعي، عبر مشاهد حركية وضوئية مستوحاة من أعماله الرائدة، أبرزها "آينشتاين على الشاطئ".

وزير الثقافة: المسرح أداة إنسانية تتجاوز الزمان والمكان

خلال كلمته في حفل الافتتاح، أكد وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو أن المسرح التجريبي يمثل روح الجرأة والانفتاح على المجهول، مضيفًا أن "المسرح سيبقى الفضاء الأكثر صدقًا للتعبير عن الإنسان"، كما دعا إلى إعادة النظر في اسم المهرجان ليشمل مختلف أشكال المسرح، مشددًا على أن القاهرة تظل منارة للفكر المسرحي المعاصر.

سامح مهران: المسرح فضاء لاكتشاف الذات وتحدي السائد

من جهته، أشار رئيس المهرجان سامح مهران إلى أن المسرح هو فضاء يتجدد فيه الإنسان، ويتصالح فيه مع ذاته ومع العالم، مضيفًا أن "قوة المسرح تكمن في أسئلته، التي لطالما حاولت الأنظمة تقييدها، لكن المسرح يواصل انتصاره على القمع والتقليد".

تكريم رموز عربية وعالمية في ليلة الافتتاح

تميزت الليلة الافتتاحية بتكريم عدد من رموز المسرح العربي والدولي، أبرزهم:

• من مصر: صبري فواز، حنان يوسف، حسن خليل، والكاتب بهيج إسماعيل.

• من العالم العربي: الكاتب القطري حمد الرميحي، الممثل اللبناني رفيق علي أحمد، الممثل الكويتي محمد المنصور، والمخرجة العراقية الراحلة إقبال نعيم.

• من العالم: الناقد الفرنسي باتريس بافيس، المخرج البريطاني روفوس نوريس، المخرج الكاميروني تاكو فيكتور، الناقد الإيطالي أندريا بوركيدو.

20 عرضًا مسرحيًا وورش تدريبية في قلب الحدث

تستمر فعاليات المهرجان حتى 8 سبتمبر 2025، ويشارك فيه نحو 20 عرضًا مسرحيًا من دول متعددة تشمل مصر، العراق، تونس، السعودية، الإمارات، قطر، البحرين، إسبانيا، رومانيا، أرمينيا، إيطاليا، اليونان، والولايات المتحدة.

وتُعقد بالتوازي ورش تدريبية متخصصة في مجالات النقد المسرحي، الأداء الحركي، المكياج، الإلقاء، بالإضافة إلى استكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي في التصميم المسرحي، في خطوة تعكس انفتاح المهرجان على التكنولوجيا المعاصرة.

محور فكري بعنوان "المسرح وما بعد العولمة"

لا يقتصر المهرجان على الجانب الفني فقط، بل يشمل أيضًا محورًا فكريًا بعنوان "المسرح وما بعد العولمة"، يشارك فيه باحثون من مصر والدول العربية والأوروبية، ويهدف إلى مناقشة تحولات المسرح في ظل العولمة وتأثيراتها على الهوية الثقافية والتلقي الفني.

إصدارات جديدة تعزز البعد المعرفي للمهرجان

ويُصدر المهرجان في دورته الـ32 عددًا من الكتب المهمة، يصل إلى 11 إصدارًا جديدًا، تتناول موضوعات متنوعة مثل الدراماتورجيا، التجريب المسرحي، المسرح الرقمي، وفنون الإخراج، ما يعزز الدور التوثيقي والمعرفي الذي يلعبه المهرجان منذ تأسيسه.