جنوب كردفان- تليجراف الخليج

أعلن ناشطون بمحافظة قدير في ولاية جنوب كردفان، يوم السبت 9 أغسطس 2025، رفضهم القاطع لمقترح الحكومة المحلية الذي يقضي بتنظيم استفتاء شعبي بشأن استمرار عمل شركات تستخلص الذهب باستخدام مادة السيانيد الخطيرة.

طريقة استخلاص الذهب ومخاطرها البيئية

بدأت شركات التعدين في مطلع يوليو الماضي معالجة مخلفات التعدين التقليدي المعروفة بـ”الكرتة”، حيث تتم العملية في أحواض محفورة في الأرض تُغمر بالمياه وتُضاف إليها مادة السيانيد السامة. وتتمثل أخطار هذه الطريقة في إمكانية تسرب السيانيد على مساحات واسعة، مما يهدد البيئة والحياة البرية والبشرية.

رفض مقترح الاستفتاء واتهامات لذر الرماد في العيون

أكدت لجنة مناهضة السيانيد في محافظة قدير عبر بيان رسمي رفضها المقترح، معتبرة أنه محاولة لإضفاء شرعية زائفة على عمل الشركات دون تلبية شروط ضرورية مثل إجراء إحصاء سكاني شامل وتحديد مراكز اقتراع ولجنة مراقبة محايدة، وهو ما لم تنفذه السلطات حتى الآن.

كما أشارت اللجنة إلى إقصاء الرعاة في منطقة دار المخرف من الاستفتاء، رغم أنهم الأكثر تضرراً من نشاط الشركات، حيث اضطر العديد منهم لمغادرة أراضيهم بسبب التلوث والتأثيرات السلبية.

التعدين الأهلي وظروف العمل القاسية

يجذب التعدين الأهلي في المنطقة آلاف العاملين رغم الظروف القاسية، حيث يستخلص المعدِّنون التقليديون حوالي 40% من الذهب من الأحجار التي يستخرجونها من باطن الأرض، بينما تستكمل الشركات استخراج الذهب المتبقي من هذه الأحجار بواسطة السيانيد.

نشاط الشركات واتهامات بالفساد

تعمل الشركات بشكل مكثف في منطقة باجون، مستغلين واجهة “لجنة التنمية” لتقديم رشاوى مبطنة لسكان القرى على شكل مشاريع تنموية، في محاولة لكسب تأييد السكان واستمرار نشاطها رغم الأضرار البيئية الواضحة.

دعوات لتفكيك الشركات ووقفة احتجاجية

تمسكت لجنة مناهضة السيانيد بضرورة تفكيك وترحيل الشركات التي تستخدم مادة السيانيد لاستخلاص الذهب، معلنة عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الاثنين المقبل أمام مقر الحكومة المحلية في قدير.

وحملت اللجنة وزارة المعادن وحكومة ولاية جنوب كردفان المسؤولية الكاملة عن سلامة الإنسان والحيوان والبيئة، بعد أن ظل سكان المحافظة يكافحون لسنوات ضد وجود هذه الشركات التي تؤدي إلى تدهور حاد في البيئة والمجتمع.

تأثيرات بيئية وصحية مقلقة

فريق التحرير الأهالي، عبر شبكة “عاين”، تأثيرات سلبية واسعة تشمل نفوق الحيوانات والطيور، وموت الأشجار، وتلوث مصادر المياه، وظهور أمراض جلدية يعتقد أنها ناجمة عن التعرض لمادة السيانيد.

نجاحات سابقة في مقاومة السيانيد

نجح اعتصام نفذه أهالي حلة يونس غرب بربر في ولاية نهر النيل، واستمر 26 يوماً، في إجبار السلطات على إزالة أحواض استخلاص الذهب التي تستخدم السيانيد، ونقل كميات من مخلفات “الكرتة” لتقليل الضرر البيئي.

خطر متزايد بفعل الأمطار والسيول

يزيد هطول الأمطار والسيول من تسرب مادة السيانيد من أحواض التعدين إلى مصادر مياه الشرب والرعي، مما يهدد حياة الإنسان والحيوان بخطر جسيم إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحد من هذه المخاطر.