بماذا يعترف هؤلاء؟! #عاجل - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بماذا يعترف هؤلاء؟! #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 23 سبتمبر 2025 11:10 مساءً

لوثة كبيرة تجتاح الجميع احتفاءً بالاعترافات المتتالية بما تُسمّى "الدولة الفلسطينيّة"!

البداية كانت مع اعتراف حكومة صاحب الجلالة، أُس البلاء كلّه، بريطانيا، التي منحت الصهاينة "وعد بلفور" سابقاً، ويبدو أنّها تريد لاعترافها بالدولة الفلسطينيّة أن يكون وعد بلفور جديد حاليّاً!

وبعد الإمبراطوريّة التي غابت عنها الشمس ولكن لم تغب عنها الخِسّة والنذالة، تأتي دولتا الكومنولث اللتان تتبعان ولو رمزيّاً لذات التاج المدنّس: كندا وأستراليا!

ثمّ تكرّ المسبحة وتتوالى الأسماء بعد هذا الثالوث غير المقدّس، من دون أن يتبادر لأحد أن يسأل نفسه في غمرة التطبيل والتزمير: بأي شيء يعترف هؤلاء الذين هبط عليهم الشرف فجأةً؟!

إنّهم يعترفون فعليّاً بحقّ الكيان الصهيونيّ الاستعماريّ الإحلاليّ العنصريّ الذي صنعوه بأيديهم، ويثبّتون هذا الحقّ نهائيّاً، ويُسبغون شرعيّةً عليه وعلى ما اغتصبه من أراض عربيّة وإسلاميّة حتى هذه اللحظة!

إنّهم يعترفون بأثر رجعيّ ببراءة الكيان الصهيونيّ من كلّ الجرائم والموبقات التي اقترفها منذ نشأته وحتى هذه اللحظة، أو بالأحرى الجرائم التي اقترفها بالوكالة والنيابة والأصالة عنهم!

إنّهم يعترفون بـ "كانتون" لا يصلح في الظروف الاعتياديّة لأن يكون مجرد ولاية أو مقاطعة أو محافظة في دولة يمكن لطفل صغير أن يأخذها على محمل الجدّ!

إنّهم يعترفون بكانتون لا يمتلك الحدّ الأدنى من المقوّمات والموارد التي تمكّنه من العيش والاستمرار بالعيش بالاعتماد على قدراته الذاتيّة، وقدره أن يبقى دائماً رهناً للآخرين، وتحت رحمة الآخرين، ومُستلباً للآخرين، وطوع أمر الآخرين!

إنّهم يعترفون بكانتون يريدونه "نموذجاً قياسيّاً" لبقيّة دول "الشرق الأوسط الجديد"!

إنّهم يعترفون بدولة منزوعة السلاح ليس لها من السيادة والاستقلاليّة ما يكفي لـ "قلي جوز بيض" كما يقول التعبير الدارج، ولا تمتلك شيئاً تذود به سوى مسدسات ورشاشات خفيفة تصلح فقط لقتل شعبها، وهراوات لقمع شعبها، وأصفاد لتقييد وسجن شعبها!

إنّهم يعترفون بدولة هي أوّل مَن يجرّم المقاومة، وأول مَن يتعهّد بملاحقة المقاومة ومحاربتها والقضاء عليها!

إنّهم يعترفون بسلطة "التنسيق الأمنيّ" و"قوّات دايتون"!

إنّهم يعترفون بـ "خزّان بشريّ" من الأيدي العاملة الرخيصة الموجودة على مقربة، وفي متناول اليد، والمُحاصرة تماماً، والمُتحكَّم بها تماماً، والمُسخَّرة من أجل إعمار الكيان، وتشغيله، وإدامته، وإدامة مشاريع "السلام الاقتصاديّ" الموعودة!

إنّهم يعترفون بمنفى قريب وسهل وعند الطلب يُسفّر إليه عرب الـ (48) الذين لا يجوز أن يبقوا كتلةً حرجة تتمتّع بنفس الحقوق والأجور والامتيازات في دولة يُفترَض أنّها من الآن فصاعداً ستكون "يهوديّةً" فقط!

إنّهم يعترفون ببطولات أهل غزّة، ومعاناتهم، وتضحياتهم، والأثمان الباهظة التي دفعوها في سبيل وطنهم وقضيتهم، ويكافئونهم عليها.. بأنّ يأتوا إليهم بالذي قال عنهم "أبناء كلب"، وطالبهم بإلقاء سلاحهم، هو وزبانيته، حكّاماً عليهم بسيف الإبادة والتهجير والتجويع!

بكلمات أخرى، هذه الدول الإمبرياليّة المتماهية قلباً وقالباً مع الصهيونيّة والمشروع الصهيونيّ، لا يعترفون بدولة فلسطينيّة بمقدار ما أنّهم يستصدرون شهادة وفاة لـ "فلسطين الحقيقيّة"!

وفي المقابل، ما يستثير الدهشة أنّ المهلّلين والمزمّرين والمطبّلين من العرب والمسلمين، وحتى من الفلسطينيّين أنفسهم، ينظرون إلى هذه الاعترافات الغربيّة بالدولة الفلسطينيّة باعتبارها اعترافاً بالحقوق الشرعيّة والمكفولة للشعب الفلسطينيّ وانتصاراً لهذه الحقوق.. متناسين أنّ الحقّ الحقيقيّ والأساسيّ للشعب الفلسطينيّ (وأي شعب آخر في نفس الوضعيّة) هو الحقّ بالمقاومة والتحرير.. وأنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة بالصيغة المطروحة هو في نفس الوقت إنكار للحقّ بالمقاومة والتحرير، وتصفية لهذا الحقّ، وتجريم للمنادين به!

فلسطين ليست نكرة حتى تحتاج إلى اعتراف، وإذا أراد هؤلاء أن يعترفوا بشيّ فهلّا اعترفوا بجرائمهم ومسؤوليّاتهم تجاه هذه الجرائم.. قبل الاعتراف بدولة فلسطينيّة هي في حقيقة الأمر تمثّل كلّ شيء عدا فلسطين!

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق