مأساة منال: فقدت زوجي بقذيفة وأقاربي بلا أكفان في الفاشر - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مأساة منال: فقدت زوجي بقذيفة وأقاربي بلا أكفان في الفاشر - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 01:02 صباحاً

متابعات- تليجراف الخليج

لم تكن رحلة منال عبد الله وأطفالها مجرد هروب من جحيم الحرب، بل كانت ملحمة نجاة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات من المعاناة المتواصلة، وسط القصف المدفعي المتبادل بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، بينما كانت الطائرات المسيّرة تجوب سماء الفاشر، ترسم مشهدًا يختزل قسوة اللحظة التي تعيشها المدينة.

بداية قرار الرحيل

تقول منال” إنها اضطرت لمغادرة حي الشرفة، القريب من قيادة الجيش وسط الفاشر، بعدما توغلت فيه قوات الدعم السريع. لم يكن قرارها سهلًا، لكن القصف المدفعي الذي أصاب منزلهم يوم الأربعاء الماضي، مدمّرًا إحدى الغرف وسيارة شقيقها المتوقفة منذ سنوات، جعلها تدرك أن البقاء صار مغامرة خطيرة.

رحلة محفوفة بالخطر

خرجت منال مع مجموعة من الأسر، يرافقها أطفالها، متجهة شمال المدينة. استغرقت الرحلة الليلية أكثر من ثلاث ساعات، لكنها لم تكن مسيرًا عاديًا، فقد كانوا يتوقفون كل بضعة أمتار للاختباء من القناصة، يتنفسون بصعوبة بين لحظة وأخرى، وعيونهم ترقب السماء والأرض في آن واحد.

مواجهة مع الدعم السريع

في الطريق الشمالي الشرقي، واجهت المجموعة أفرادًا من قوات الدعم السريع. أجبروا الجميع على التوقف، واستجوبوهم بدقة، قبل أن يجلدوا بعض الشباب الذين اتُّهموا بالانتماء إلى القوة المشتركة واقتادوهم معهم. وتذكر منال أن أحد عناصر الدعم السريع خاطبهم بلهجة قاسية قائلاً: “شبعتم من الأمباز، وانتهى أمركم، وتريدون الخروج في النهاية.، بحسب دارفور 24.

بوابة مليط.. رحلة مشروطة

تتابع منال: “كنا 16 شخصًا خلال الرحلة، ونُقلنا من بوابة مليط إلى بلدة طرة بعد أن اضطررنا لدفع مبلغ مالي مقابل السماح لنا بالمرور.” هناك، فتحت شبكة “ستارلينك” التي وفرت لهم فرصة للتواصل مع أقاربهم وطمأنتهم على النجاة، كما وصلت مبالغ مالية لتغطية تكاليف النقل.

من طُرة إلى مليط

مكثت منال ثلاثة أيام في طُرة، ثم تابعت رحلتها عبر عربات “الكارو” إلى بلدة أم مراحيك شمال الفاشر، حيث أقامت يومين إضافيين. وأخيرًا، تمكنت من الوصول إلى مليط، على بعد 65 كيلومترًا شمال الفاشر، بواسطة سيارة لاندروفر.

مآسي الفاشر في عيون منال

منال وصفت ما شهدته الفاشر من مآسٍ إنسانية قاسية، مؤكدة أن المئات من سكان أحياء النصر والشرفة والكرانيك فرّوا غربًا في ظروف مأساوية. وتقول: “كنا نضطر لشرب مياه الأمطار وتناول وجبة واحدة يوميًا. كنا نبحث في التكايا عن وجبة إضافية، وغالبًا بلا جدوى.”

رائحة الموت

رائحة الدم ومشاهد الجثث المتناثرة تركت أثرًا عميقًا في نفس منال، التي أضافت بأسى: “فقدت ستة من أقربائي، ولم نجد كفنًا لدفنهم، فاضطررت لإحضار ملايات من خزانتي.”

ذكرى حزينة لزوجها

تعود منال بذاكرتها إلى يونيو من العام الماضي، حين فقدت زوجها في سوق الفاشر بقذيفة سقطت فجأة أثناء اندلاع معارك شرسة شرق المدينة. كان زوجها داخل متجره، ولم يعد منه أبدًا.

المدنيون عالقون داخل المدينة

تؤكد منال أن آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين داخل الفاشر في مراكز إيواء مكتظة، يفتقرون إلى الطعام والمياه الصالحة للشرب والأدوية، مضيفة: “الناس في أمسّ الحاجة إلى الخروج، لكن الطريق غير آمن.”

انتظار إلى المجهول

رغم أن أسرتها ارتبطت بحي الشرفة منذ أكثر من ثمانين عامًا، اضطرت منال لمغادرة المدينة الخميس الماضي. واليوم، بعد وصولها إلى مليط، تقول: “أنتظر الذهاب إلى المجهول، فلا وجهة محددة مع أطفالي نتجه إليها.”

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق