متابعات – تليجراف الخليج

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير جديد، عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 250 ألف مدني داخل مدينة الفاشر السودانية، والتي ترزح تحت حصار خانق تفرضه مليشيا الدعم السريع منذ أشهر.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدينة أصبحت مسرحًا لمأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وسط استمرار القصف العشوائي والاستهداف المباشر للمدنيين والمرافق الحيوية.

“محرقة صامتة” داخل دارفور

وصف التقرير الوضع داخل الفاشر بأنه “محرقة صامتة”، مشيرًا إلى أن المدنيين عالقون بلا مخرج، ويواجهون خطر الموت جوعًا أو بالقصف أو بالأوبئة. ونقلت الصحيفة شهادات مروعة من داخل المدينة، تؤكد أن العائلات تقتات على وجبات لا تكفي الأطفال، في ظل غياب تام لأي ممرات آمنة أو مساعدات إنسانية.

المجتمع الدولي متهم بالصمت

وانتقدت الصحيفة الصمت الدولي حيال ما يجري في المدينة، معتبرة أن المجتمع الدولي “عاجز أو غير راغب في التدخل”، رغم نداءات المنظمات الإنسانية المتكررة بضرورة فتح ممرات إغاثية عاجلة، وتحميل الأطراف المتحاربة المسؤولية عن الجرائم ضد المدنيين.

تحذيرات من كارثة أكبر

وأكدت واشنطن بوست أن المؤشرات على الأرض تنذر بـ”انهيار كامل للوضع الإنساني”، إذا لم يتم التحرك فورًا لوقف الحصار والسماح بوصول المساعدات، خاصة مع قرب دخول فصل الشتاء وتزايد تفشي الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال وكبار السن.

وشدد التقرير على أن مدينة الفاشر، التي كانت تُعد من أكثر مدن دارفور استقرارًا نسبيًا، تحولت إلى بؤرة كارثية بفعل الحصار والنزاع المسلح، وأن ما يجري فيها اليوم يمثل صفحة دامية في سجل معاناة الشعب السوداني، يجب ألا تمر دون مساءلة.

إتبعنا