متابعات- تليجراف الخليج

أثار سقوط مسيّرة مجهولة في مدينة كسلا شرق السودان جدلًا واسعًا حول هوية الطائرة بدون طيار ومصدرها. فهل هي صينية الصنع كما يعتقد بعض المحللين؟ أم إماراتية تم تعديلها لتضليل محاولات التتبع؟ أسئلة تكشفت تفاصيلها عبر سلاسل الإمداد التي تابعتها مجموعة “إيكاد” المتخصصة في تتبع الأسلحة.

بداية القصة: فيديو محلي يشعل الجدل

انطلقت خيوط التحقيق بعد تداول مقطع فيديو نشرته حسابات سودانية محلية يظهر مسيّرة أُسقطت بالنيران، قيل إنها سقطت في كسلا، وهي ولاية آمنة تقع تحت سيطرة الجيش وبعيدة عن نطاق الحرب. أثار المشهد التساؤلات حول الجهة المالكة لهذه الطائرة الغامضة.

سوابق الظهور: من القضارف إلى ود حامد

تحقيقات “إيكاد” ربطت هذه المسيّرة بوقائع سابقة في السودان، حيث ظهرت طائرات مشابهة لها في يوليو 2024، عندما اتُهمت قوات الدعم السريع باستخدامها لاستهداف مبنى حكومي في القضارف. كما عُثر على واحدة منها في أغسطس من نفس العام في منطقة قرب ود حامد قبل تجهيزها للإطلاق.

معرض “نمر الصحراء 6”.. الخيط الأول

عبر البحث في الأرشيف، وجدت “إيكاد” نسخة مماثلة لهذه المسيّرة ظهرت في معرض “نمر الصحراء 6” المشترك بين الإمارات وماليزيا عام 2023، حيث وُصفت حينها بأنها مسيّرة إماراتية، لكن دون ذكر الجهة المصنعة. هذا الاكتشاف أثار الشبهات حول دور الإمارات في توريد أو تعديل هذه المسيّرات.

صلة بالصين: طراز Sunflower 200

أشارت بعض التحليلات إلى أن هذه المسيّرة قريبة جدًا من طراز Sunflower 200 الذي تصنعه شركة “كوبتيك” الصينية. وأكدت مصادر استخبارات دفاعية مفتوحة أن جهة غير معلنة مقرها دبي استحوذت على هذا الطراز مطلع 2024. غير أن مقارنة دقيقة أجرتها “إيكاد” أظهرت وجود اختلافات طفيفة في تصميم الأجنحة الأمامية.

الإمارات في دائرة الضوء

واصلت التحقيقات تعقب الشركات العاملة في الإمارات، لتجد أن معرض IDEX NAVDEX 2023 كشف عن مسيّرة مشابهة تمامًا لتلك التي ظهرت في السودان، مع اختلافات في تصميم الجناح الخلفي والدعامات الأفقية. وتبين أن المسيّرة تعود ملكيتها إلى شركة RESOURCE INDUSTRIES التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها.

خلاصة التحليل: خليط صيني إماراتي

خلصت “إيكاد” إلى أن المسيّرة التي أسقطت في كسلا ليست مجهولة بالكامل، بل هي على الأرجح نسخة معدلة:

• تصميمها الأساسي صيني (Sunflower 200).
• استحوذت الإمارات على الطراز من الصين.
• جرت تعديلات عليها في أبوظبي عبر شركة RESOURCE لتصعيب مهمة تتبعها.

وبهذا، فإن لغز المسيّرة يكشف عن شبكة معقدة من التوريد والتعديل، تربط بين الصناعات الدفاعية الصينية والإماراتية، وصولًا إلى ساحة الحرب في السودان.

إتبعنا