متابعات – تليجراف الخليج

في مأساة إنسانية جديدة تهز الضمير العالمي، لقي 61 مهاجراً سودانياً حتفهم غرقاً قبالة السواحل الليبية، بعدما انقلب قاربهم أثناء محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا، وذلك بعد أيام فقط من حادثة مماثلة راح ضحيتها 50 شخصاً آخرين.

أحلام الهجرة تتحطم على أمواج المتوسط

ووفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، فإن المهاجرين السودانيين كانوا ضمن مجموعة كبيرة تحاول الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر واحد من أخطر طرق الهجرة غير الشرعية في العالم. وتشير التقارير الأولية إلى أن القارب الذي كانوا يستقلونه تعرّض لعطل مفاجئ أدى إلى غرقه، بينما لم يُعرف بعد عدد الناجين بدقة، وسط جهود متواصلة من فرق الإنقاذ.

الطريق الليبي.. بوابة الموت المفضّلة للمهاجرين

يُعد الساحل الليبي منطلقاً رئيسياً لعمليات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، حيث يستخدمه الآلاف من المهاجرين سنوياً، أغلبهم من دول جنوب الصحراء الكبرى، وعلى رأسهم السودانيون الفارّون من الحرب والانهيار الاقتصادي والأمني في البلاد. وتفاقمت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة مع تدهور الأوضاع داخل السودان، ما دفع أعداداً متزايدة من الشباب للمغامرة بحياتهم في عرض البحر.

تحذيرات دولية وصمت رسمي

ورغم تكرار الحوادث المأساوية، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة، وسط غياب أي تحرّك حقيقي للحد من هذه الكوارث المتكررة. ودعت منظمات حقوقية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه المهاجرين، وتوفير ممرات آمنة تحميهم من شبكات التهريب والموت في البحار. في المقابل، لم تُصدر السلطات السودانية حتى الآن بياناً رسمياً حول الحادث.

عائلات مكلومة.. وأمل يتلاشى

تعيش عشرات العائلات السودانية حالة من الصدمة والحزن بعد توارد أنباء الفقد، في وقت لا تزال فيه الاتصالات مقطوعة مع العديد من المفقودين. ويرى مراقبون أن هذه الحوادث لا يمكن فصلها عن أزمة السودان الداخلية، حيث أصبح البحر آخر خيارات النجاة أمام الشباب.

إتبعنا