مالك عبيدات - خلال الأسابيع القليلة الماضية، عاد فنانون أردنيون مخضرمون لإطلاق الصرخات المتتالية احتجاجًا على ما وصفوه بـ"التجاهل الرسمي" وتغييب الدراما الأردنية عن شاشة التلفزيون الرسمي، معتبرين أن هذا التهميش يمسّ الهوية الوطنية التي ساهمت الدراما الأردنية في ترسيخها لعقود طويلة.

وجاءت هذه الصرخات عبر بيان وقّعه فنانون بارزون، بينهم نقيب الفنانين السابق ساري الأسعد، الذين أكدوا أن غياب الدراما المحلية عن الشاشة الرسمية انعكس سلبًا على مكانة الفنان الأردني وعلى المشهد الثقافي والإبداعي في البلاد، إلى جانب العديد من البيانات والرسائل التي بثّها الفنانون.

وحظيت نداءات وصرخات الفنانين باهتمام شعبي واسع، سيّما وأن المراقب يرى فعلا كيف يحتضر هذا القطاع الحيوي والذي كان أنموذجا في مرحلة من مراحل حياة الدولة الأردنية، وشكّل علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية، لكنّه اليوم يحتضر بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، كما يعيش الفنانون أوضاع في غاية الصعوبة، دون أيّ التفاتة حقيقية من قبل الحكومة ممثلة بوزارة الاتصال الحكومي ووزارة الثقافة.

ومما يلفت النظر، أن الدعم المحدود الذي تقدّمه الحكومة للقطاع الفني يكون موجّها -كلّه أو معظمه- لنوع من الأعمال الفنية الترفيهية، والأعمال غير الجادة التي لا تحمل قيمة حقيقية أو فكرية من شأنها زيادة الوعي لدى المتلقي.

وقال نقيب الفنانين الأسبق، الفنان ساري الأسعد، إنه ومجموعة من الفنانين أطلقوا "الصرخة الأولى والثانية لعلها تجد آذانًا صاغية، فالألم يعتصرنا بسبب تغييب الدراما الأردنية عن شاشتنا الوطنية، وإهمال البرنامج الأردني الذي صنع تاريخًا للدراما وذاكرة للمكان والزمان في بلدنا".

وأضاف الأسعد لـ الاردن24: "من حق الفنان الأردني أن يكون حاضرًا على شاشة وطنه، ومن حق المواطن أن يرى نفسه وقضاياه عبر دراما تعبر عنه، بدلًا من أن يذهب إلى قنوات عربية أخرى ليشاهد صورة وطنه هناك".

وشدد الأسعد، وهو أحد أبرز الفنانين الأردنيين، على ضرورة وضع استراتيجية واضحة لإنتاج أعمال درامية أردنية تعيد للدراما المحلية ألقها ورسالتها، داخليًا وخارجيًا.

وعن علاقة التلفزيون الأردني بالفنانين، قال الأسعد: "التلفزيون لم يقطع علاقته بالكامل، لكنه بات يعتمد على الانتقاء، حيث ينتج عملًا لمجرد أن بطله يوتيوبر، وكأن الهدف هو زيادة المشاهدات. لكن الأصل بالتلفزيون الوطني أنه ليس سوبرماركت يبحث عن أرباح، بل هو واجهة الدولة ووسيلة للتعبير عن هموم المواطن الأردني".

وتابع: "من غير المقبول أن يتم تهميش الفنانين المحترفين لصالح أسماء تبحث عن المتابعة فقط، فهذا الأمر يقتل الإبداع ويخنق الفنانين المتفرغين للعمل الفني".

وأشار الأسعد إلى أن الإنتاج الدرامي في التلفزيون الأردني شبه متوقف منذ عامين، حيث يقتصر على عمل واحد فقط، ما اعتبره "إضرارًا مباشرًا بقطاع واسع من الفنانين الذين يعيشون من هذا المجال".

الاردن24 حاولت التواصل مع مدير التلفزيون الأردني للحصول على رد حول ما ورد في صرخات الفنانين، إلا أنه لم يجب على الاتصالات. وتم إرسال الأسئلة مكتوبة بانتظار الرد لنشره فور وروده.