انتقد تقرير لمجلة «ناشيونال إنترست» تغيير اسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إلى وزارة الحرب، معتبراً أنها فكرة سيئة لأنها قد تبدو «عدوانية للغاية» في نظر الدول الأخرى.
جاء ذلك بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، أمراً تنفيذياً بتغيير اسم الوزارة، في خطوة تُعيد اسماً كانت تحمله الوزارة آخر مرة في أربعينات القرن الماضي.
وستستخدم الوزارة الاسم الجديد في البداية «كلقب ثانوي»، بينما تسعى الإدارة الأميركية للحصول على موافقة الكونغرس لجعل هذا التغيير دائماً.
ومع ذلك من المستبعد أن يتراجع العديد من حلفاء الولايات المتحدة عن التعاون معها بسبب تغيير الاسم، وبدلاً من ذلك سيخشى خصوم أميركا وأعداؤها من قدراتها ونواياها.
رسالة
ووفقاً لتقرير المجلة الأميركية، تكمن الحجة ضد تغيير الاسم في الواقع في الرسالة التي يوجهها الاسم إلى الجنود الأميركيين، رجالاً ونساءً، وكذلك إلى الجمهور الأميركي، حيث إن «وزارة الحرب» اسم مُضلل لوظيفة الجيش الأميركي في عالم اليوم.
أصاب ترامب حين أشار إلى أن الولايات المتحدة عانت في ساحة المعركة منذ إعادة تنظيم وزارة الحرب لتصبح وزارة الدفاع عام 1949. ولم يؤثر تغيير الاسم بشكل مباشر على الأداء العسكري الأميركي في العقود التالية، لكن تبقى ملاحظة وجيهة: بوزارة حرب وبحرية، خاضت الولايات المتحدة حرباً ضد بريطانيا العظمى انتهت بالتعادل في حرب عام 1812، ثم انتصرت في الحرب المكسيكية الأميركية، والحرب الأهلية، والحرب الإسبانية - الأميركية، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية.
كانت نتائج الولايات المتحدة أكثر فوضوية في الفلبين مطلع القرن العشرين، وفي بعض النزاعات الداخلية مع المكسيك وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، لكنها انتصرت فيها عموماً أيضاً.
الجانب الأخلاقي
ودون التعليق على الجانب الأخلاقي، هزم جيش الولايات المتحدة، وكذلك الميليشيات التابعة له، قبائل الأميركيين الأصليين في معظم مئات المعارك التي خاضوها ضدهم بين الاستقلال وعام 1890، إلا أنه منذ عام 1945، خاضت الولايات المتحدة حرباً ضد كوريا الشمالية والصين انتهت بالتعادل، بينما خسرت في فيتنام وأفغانستان، في حين تعتمد نتيجة حرب العراق على تعريف المرء لأهداف الحرب الأميركية.
ومع ذلك، لا يمكن تحميل وزارة الدفاع مسؤولية تراجع الروح القتالية الأميركية. وكان «الفتك بالعدو» هو استراتيجية «البنتاغون» في كوريا أو فيتنام، واستخدمت الولايات المتحدة قوة نيران مفرطة دون جدوى في كلتا الحالتين. وكانت الشعارات في فيتنام هي «قصف مدفعي وقائي»، وعمليات «بحث وتدمير»، وبالطبع «قصف شامل».
صعوبة المهام
إذا كانت هناك مشكلة منذ عام 1949، فهي صعوبة المهام التي أسندتها الولايات المتحدة إلى قواتها المسلحة، وقد شملت هذه المهام عمليات مكافحة تمرد معقدة، وعمليات بناء دولة، وفي بعض الحالات استراتيجيات سياسية - عسكرية غير مجدية. ولا ينبغي التشكيك في قدرة الجنود الأميركيين على القتال.
إن التأمل في الفترة منذ عام 1949 يجب أن يدفعنا أيضاً إلى تذكر السبب الرئيس لعدم إعادة تسمية وزارة الدفاع، وكما كتب الباحث برنارد برودي بإيجاز في «فجر العصر النووي»: «كان الهدف الرئيس لمؤسستنا العسكرية هو كسب الحروب. ومن الآن فصاعداً يجب أن يكون هدفها الرئيس هو تجنبها».
لاشك أن الجيش الأميركي خاض العديد من الصراعات منذ أن كتب برودي ذلك، ومع ذلك ففي ما يتعلق بالتحدي الرئيس للحرب الباردة - مواجهة الاتحاد السوفييتي - تفادى الجيش الحرب وانتصر في النهاية دون قتال مباشر مع الخصم.
قدرة حقيقية
في عصرنا الحالي الذي يشهد تجدد التنافس بين القوى العظمى المسلحة نووياً، يجب على الجيش أن يستجيب مجدداً لشعار برودي. ويتطلب الردع الفعال قدرة قتالية حقيقية، ويجب على الجيش مواصلة التدريب بقوة تحسباً لأي حرب محتملة. إن الأنشطة اليومية للقوات المسلحة بالغة الأهمية، بما في ذلك التدريب، وردع الأعداء، وطمأنة الحلفاء، وإجراء التدريبات المشتركة، وتنفيذ مهام محدودة متنوعة.
وسيُقاس نجاح السياسة العسكرية بعد عقد أو عقدين من الآن بمدى استمرارها في القيام بهذه الأمور، وبالتالي تجنب الحرب.
قد لا يكون اسم «وزارة الدفاع» مثالياً، ومع ذلك في مواجهة البديل يُمثل هذا الاسم تقريباً أفضل بكثير لما ينبغي أن تتوقعه الولايات المتحدة من قواتها المسلحة. عن «ناشيونال إنترست»
• قرار ترامب أعاد إلى الوزارة اسماً كانت تحمله آخر مرة في أربعينات القرن الماضي.
• الوزارة ستستخدم الاسم الجديد في البداية «كلقب ثانوي»، بينما تسعى الإدارة الأميركية للحصول على موافقة الكونغرس لجعله دائماً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «ناشيونال إنترست»: تغيير اسم وزارة الدفاع الأميركية إلى «الحرب» فكرة سيئة - تليجراف الخليج اليوم السبت 13 سبتمبر 2025 03:27 صباحاً
0 تعليق