في محاولة للحد من ضحايا حوادث الطيران وإنقاذ آلاف الأرواح، ابتكر مهندسون شباب في دبي نموذجاً ثورياً لطائرة مقاومة للتحطم، أطلقوا عليه اسم Project Rebirth، يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تفعيل وسائد هوائية عملاقة فور رصد أي خلل قد يؤدي إلى حادث.

ويقوم الابتكار على دمج وسائد هوائية عالية السرعة تُشبه تلك الموجودة في السيارات ولكن بأحجام أكبر، تُثبت في مقدمة وجسم وذيل الطائرة، لتتحول عند الهبوط الاضطراري إلى "شرنقة واقية" تمتص الصدمة وتخفف من شدة الاصطدام. ويُعد المشروع من التصاميم المرشحة لنهائيات جائزة James Dyson Award العالمية المخصصة للاختراعات المؤثرة في حياة البشر.

الفكرة جاءت من المهندسين إيشيل واسم ودهرسان سرينيفاسان من معهد "بيرلا للعلوم والتكنولوجيا" في دبي، بعد حادث مأساوي في يونيو الماضي عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة "إير إنديا" بعد 32 ثانية من إقلاعها في أحمد آباد، ما أسفر عن وفاة 260 شخصاً. وقال المبتكرون إن الصدمة الإنسانية دفعتهم للتساؤل عن سبب غياب نظام يمنح الركاب فرصة للنجاة حتى عند فشل كل الأنظمة.

ويتميز النظام بقدرته على مراقبة بيانات الطيران كافة، مثل السرعة والارتفاع وحالة المحركات واستجابة الطيار، ليقرر خلال ثوانٍ ما إذا كان الاصطدام وشيكاً. وفي حال وقوع الخطر على ارتفاع أقل من 3 آلاف قدم، تُفعل الوسائد الهوائية تلقائياً خلال ثانيتين، مدعومة بأنظمة دفع غازية ومواد ماصة للصدمات داخل المقاعد والجدران لتقليل الإصابات.

ويرى الخبراء أن هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية لأنه لا يقتصر على منع الحوادث، بل يركز على زيادة فرص النجاة في حال وقوعها. ومن المقرر إعلان قائمة المتأهلين الـ20 للجائزة في 15 أكتوبر، على أن يُكشف عن الفائز النهائي في 5 نوفمبر، حيث سيحصل على 30 ألف جنيه إسترليني وفرصة لتطوير مشروعه تجارياً.