نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: التامني .."مدارس الريادة" تكريس لمشروع اقصائي يروم انتاج نخب مصطنعة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 07:15 مساءً
أثار تصريح لمديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، "وفاء شاكر"، جدلاً واسعاً بعدما اعتبرت في مقابلة على قناة "ميدي 1 تيفي" أن "مستوى تلميذ واحد من مدارس الريادة يعادل 80 تلميذاً من المدارس الأخرى"، في إشارة إلى تفوق هذه الفئة وفق نتائج تقييمات وطنية ودولية.
هذا الكلام لم يمر مرور الكرام، حيث اعتبرته النائبة البرلمانية "فاطمة التامني"، عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، تصريحاً "مستفزاً ومهيناً للمدرسة العمومية وأبنائها"، مشددة على أنه "يكشف عن غياب الحس التربوي والبعد الإنساني لدى مسؤولة يفترض فيها الدفاع عن تكافؤ الفرص والعدالة التعليمية".
وارتباطا بما جرى ذكره، شددت "التامني" عبر تدوينة نارية نشرتها عبر حسابها الفيسبوكي، على أن "خطاب شاكر أقرب إلى خطاب استعراضي يبحث عن الأضواء أكثر مما يحمل رؤية إصلاحية واضحة"، مضيفة أن "المدرسة العمومية ليست مجالاً للمقارنات المهينة، بل حق جماعي ورافعة لبناء مجتمع متماسك".
كما أكدت المتحدثة ذاتها أن "مشروع مدارس الريادة، بدل أن يكون أداة لتجاوز الاختلالات البنيوية العميقة التي يعيشها التعليم العمومي، يتحول إلى آلية لإنتاج نخب مصطنعة وخلق فوارق جديدة بين أبناء الشعب"، معتبرة أن التعليم الجيد لا يجب أن يكون امتيازاً لفئة محظوظة، بل حقاً متساوياً للجميع.
في سياق متصل، ترى "التامني" أن المشروع الذي تروج له الوزارة والأكاديميات "يعكس رؤية تقنية وإقصائية بعيدة عن روح التربية وغاياتها النبيلة"، حيث قالت في هذا الصدد: "المطلوب هو الارتقاء بالجميع، لا تعزيز الفوارق الطبقية عبر برامج تزيينية تقدم أرقاماً براقة لإخفاء فشل بنيوي عميق".
وإن كانت "شاكر" قد استندت إلى أرقام تشير إلى تحسن مستويات تلاميذ مدارس الريادة بنسبة 30% في الفرنسية و28% في الرياضيات و 22% في العربية مقارنة بزملائهم في المدارس العادية، فإن "التامني" شددت على أن "الانتقائية في عرض النتائج لا تعكس واقع المدرسة العمومية المأزوم"، مؤكدة أن "توظيف هذه المعطيات بشكل دعائي لا يغير من حقيقة أن آلاف التلاميذ ما زالوا يعانون من هشاشة اجتماعية و خصاص مهول في الموارد البشرية والبنيات التحتية".
كما اعتبرت النائبة البرلمانية أن أي إصلاح تعليمي حقيقي يجب أن ينطلق من معالجة الأعطاب البنيوية التي ترزح تحتها المدرسة العمومية، من اكتظاظ الأقسام، ونقص الأطر التربوية، وضعف التجهيزات، بدل "التسويق لبرامج انتقائية تعمق الهوة بين أبناء الشعب".
وختمت "التامني" تدوينتها بالتشديد على أن "تحويل مشروع الريادة إلى منصة دعائية شخصية لا يعكس إلا عقلية نخبوية ترى في التعليم مجالاً للتباهي، لا للارتقاء الجماعي".
0 تعليق