غزة العزة تصرخ: جاوز الظالمون المدى - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة العزة تصرخ: جاوز الظالمون المدى - تليجراف الخليج اليوم الجمعة الموافق 19 سبتمبر 2025 04:42 مساءً

حين يصرخ اللسان: "جاوز الظالمون المدى”،

فإنها ليست مجرد كلمات،

بل شهادة للتاريخ أن الظلم قد بلغ ذروته،

وأن الصبر على الطغيان لم يعد يحتمل.

إنها صرخة المظلومين حين تضيق بهم الأرض،

وصوت الشعوب حين يحاصرها القهر من كل اتجاه،

وصرخة الحق في وجه من لا يعرف للضمير قيمة.

لقد جاوز الظالمون المدى حين استباحوا الدماء،

وداسوا على القيم،

وبدلوا الحق باطلاً،

وألبسوا الباطل ثوب الشرعية.

لقد جاوزوا المدى حين استكبروا في الأرض بغير حق،

وأطلقوا آلة القتل على الأطفال والنساء بلا رحمة،

وجعلوا آلام المساكين سلعة للتجارة أمام أنظار العالم المتفرج.

لكن مهما علا صوت الظلم،

فإن له أجل محدود،

وللطغيان ساعة يسقط فيها.

التاريخ لم يرحم ممالك بنيت على الجور،

وإمبراطوريات انهارت نتيجة الظلم والاستبداد كسرى وهرقل.

كيف كان مصيرهم؟

ولم يبقَ راية رُفعت بالظلم والعدوان.

والعدل، وإن طال انتظاره،

يبقى وعدًا لا يموت،

وسيأتي اليوم الذي يرد فيه الحق لأصحابه.

إنها صرخة إلى السماء قبل أن تكون نداءً في الأرض،

صرخة إلى الله العادل القهّار أن يرفع البلاء،

وصرخة إلى الضمير الإنساني أن يستيقظ من غفوته،

وصرخة إلى الأجيال أن لا يناموا على الذل،

وأن يحملوا مشعل الحرية بدماء الأبطال.

ما يجري في غزة اليوم تجاوز كل القيم والأعراف والحدود.

ما يفعله الكيان الصهيوني من بطش وتنكيل فاق كل صور الغزاة عبر التاريخ.

لا البيزنطيون، ولا المغول،

ولا حتى الاستعمار الحديث ارتكب مثل هذه الجرائم.

وما يحدث اليوم هو جريمة إنسانية مكتملة الأركان على مرأى ومسمع العالم كله.

فهل تُسمّى هذه الحرب حربًا على غزة بسبب "حماس”؟

لكن حماس والفصائل هم من تصدوا لمقاومة العدو ونالوا شرف المقاومة.

أجزم:

إنها حرب على الإسلام في جوهره،

حرب على الأمة جمعاء،

حرب لتدمير الهوية ومحو الذاكرة،

وتكريس منطق القوة على حساب الحق،

مدعومة بتحريف الحقائق وتبريرات إسرائيلية وقبول دولي مخزٍ.

معظم القوى العالمية تقف وراء إسرائيل،

باستثناء من يدعمون العدل والحرية.

وغدًا سيمتد العدوان ليطال تركيا وباكستان وإيران مرة أخرى،

وسائر الدول العربية والإسلامية.

ومن يظن أنه بمنأى عن النار واهم،

المخطط أكبر،

والعدو ماضٍ بخطوات ثابتة نحو ابتلاع المنطقة كلها.

لقد جاوز الكيان المدى حتى وصل إلى قطر نفسها،

وإيران قبلها،

في رسالة واضحة أنه لا يعترف بحدود،

ولا يقيم وزنًا لأي سيادة.

إنه يسعى للسيطرة على الشرق الأوسط،

خطوة خطوة،

بلا رحمة،

وبغطاء دولي،

وصمت عربي مخزٍ.

فلتكن صرختنا اليوم أن هذا العدو لا يتوقف عند حد،

وأن الانتظار مجرد جريمة إضافية بحق شعوبنا.

والسؤال الحقيقي:

إلى أين سيصل هذا التوسع؟

ومتى يستيقظ العرب والمسلمون قبل أن تتحول النار إلى مقبرة جماعية لأوطانهم جميعًا؟

إن ما أكتبه اليوم ليس بكاءً على الأطلال،

ولا مجرد رصد للجراح،

بل دعوة صريحة للصحوة واتخاذ القرار.

فالصمت لم يعد حيادًا،

بل صار مشاركة في الجريمة،

والكرامة لا تُستعاد إلا بالوحدة واليقظة.

إن اجتماع الكلمة وتوحيد الصفوف ضرورة لا تحتمل التأجيل،

وفضح الجرائم واجب على كل قلم وكل منبر،

ودعم الشعب الفلسطيني وأهل المقاومة ليس خيارًا ترفيًّا،

بل فرض عين على كل من يرفض الذل والهوان.

إنها ساعة الحقيقة التي لا ينفع فيها التبرير ولا التسويف؛

فالتنازل اليوم ليس دفاعًا عن المصالح بل خيانة للمستقبل،

والسكوت ليس حكمة بل مشاركة في الجريمة.

فليكن هذا النداء بداية لطريق جديد،

تتحول فيه الكلمات إلى أفعال،

والصرخة إلى حراك،

والدماء إلى عهد لا يُخلف.

عندها فقط يتبدد جبروت الظالمين،

ويشرق فجر الحرية من رحم هذا الليل الطويل،

ويبقى الشعب الفلسطيني رمزًا للصمود والكرامة،

يعلّم العالم أن الحق لا يُهزم،

وأن الحرية لا تموت

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.