خبير عسكري: العملية البرية لمّا تبدأ بغزة وما يجري تكثيف للكتلة النارية #عاجل - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: خبير عسكري: العملية البرية لمّا تبدأ بغزة وما يجري تكثيف للكتلة النارية #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 16 سبتمبر 2025 05:29 مساءً

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد المتقاعد نضال أبو زيد إن المشهد العسكري في مدينة غزة لا يرقى حتى الآن إلى مستوى "عملية برية شاملة" بالمفهوم التكتيكي التقليدي، معتبرا أن ما يجري توغلات محدودة مصحوبة بكتلة نارية مكثفة.

وأوضح أبو زيد أن الوتيرة النارية المرصودة تفوق معدل التقدم الأرضي، وأن الاعتماد الحالي على القصف الجوي والعربات المفخخة يدل على عملية ضغط لوجستي وإعلامي لتهجير السكان، لا على احتلال متدرج بوجود قوى برية مكتملة.

وأشار إلى أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي يسعى لتضخيم البعد البري إعلاميا، لافتا إلى ارتباط الحركة العسكرية بأجندات دبلوماسية راجعة إلى زيارات ومسارات دولية، مما يدل على وجود تزامن تكتيكي بين الميدان والمفاوضات.

ومدينة غزة التي يستهدفها الجيش الإسرائيلي بعمليته البرية تضم مساحات ساحلية وغربية كثيفة السكان، كان يقيم فيها أكثر من مليون و200 ألف فلسطيني قبل العمليات، وتعد المنطقة الغربية والغربية الشمالية محور التحركات البرية والضغط الناري الحالي.

وأوضح أبو زيد أن معظم التوغلات الميدانية حتى الآن تتم في مربعات محددة مثل الكرامة والشيخ رضوان والصبرة، مشيرا إلى أن الآليات المستخدمة كثيرا هي مدرعات مفخخة معدّلة تعمل كـ"روبوتات" محمّلة بالمتفجرات تُرسل لتمهيد الطريق.

تفريغ الأحياء

وبيّن أن هذه التكتيكات تهدف عمليا لدفع المدنيين غربا ثم جنوبا، عبر تضييق الممرات، وأن الضغوط النارية المتواصلة تستهدف تفريغ الأحياء قبل أي محاولة اقتحام جِدي للقطع البرية والقوات المترجلة.

 

وتتركز التحركات في حي الكرامة ومحيط بركة الشيخ رضوان وشرق المدينة، إضافة إلى محاور في حي الزيتون وشارع ثمانية وعشرة، وهي مناطق تشهد غارات متواصلة وتوغلات آلية لم تصل لحجم الاحتشاد البري الذي يعلن عنه الاحتلال.

وتوقف أبو زيد عند مسألة "سلامة الرهائن" التي يكررها الجيش الإسرائيلي، واعتبرها بُعدا إعلاميا يهدف إلى تلطيف صورة العملية، موضحا أن واقع القصف الطويل الأمد واستنزاف الكتلة النارية يشير إلى خطة تعتمد على التفوق الناري أكثر من المخاطر البشرية المباشرة.

وأضاف أن التقليص في استهلاك القوة البشرية والاعتماد على نيران كثيفة بمدد استباقية طويلة يعكس نقصا في الجاهزية البشرية لدى القوات الإسرائيلية ومخاوف من الاشتباك الحضري الموجّه والمكثف.

ووفق تقديرات ميدانية متداولة، يتراوح عرض طريق الرشيد وممرات النزوح بين 5 و10 أمتار في بعض أجزائه، مما يجعل أي حركة نزوح جماعي عرضة للخطر؛ بينما تغص المواصي في الجنوب بأعداد هائلة من النازحين، وهو ما يقوض منطق "المناطق الآمنة".

تجميع غير مكتمل

وأشار أبو زيد إلى أن قواعد الاشتباك والتخطيط البري تقضي بتجميع الفرق ثم الانطلاق؛ لكن تصريحات الاحتلال عن عمل فرقتين وانضمام ثالثة لاحقا تعكس عدم اكتمال التجميع، وهو ما يبقي احتمالات التوسع البري محكومة بعوائق لوجستية واستخبارية.

وذهب الخبير إلى أن التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية لا تزال تعاني غموضا بشأن قدرات المقاومة داخل أحياء غزة، وأن الخوف من الكمائن والعبوات الناسفة والأنفاق يعوق الثقة في نجاح تقدم بري واسع دون خسائر ميدانية قد تكون مكلفة.

ويرى أبو زيد أن حالة الخطاب الإعلامي والتصريحات النارية تعكس حالة "هستيريا عسكرية" ناجمة عن فشل تحقيق اختراق ميداني واضح، وأن التباين بين رغبة السياسيين في "حسم سريع" ومطالبة العسكريين ببطء حذر يفاقم حالة الارتباك.

وأضاف أبو زيد أن "لعنة الجغرافيا" المتمثلة في ضيق الشوارع والكثافة السكانية وتداخل المدنيين مع ساحات القتال، تظل أكبر عائق أمام أي عملية برية موسّعة، محذرا من أن أي تقدم غير محسوب سيكلف ثمنا عسكريا وإنسانيا باهظا.

وخلال القصف الذي تكثف خلال الساعات الأخيرة قُتل عشرات المدنيين ونزح آلاف آخرون قسرا، فيما تشير تقارير طبية إلى اكتظاظ مستشفيات المدينة ونقص حاد في الأدوية ووحدات الدم، وارتفاع وفيات سوء التغذية بين الأطفال.

المصدر: الجزيرة

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.