الصدام الأردني المحتوم مع المشروع الصهيوني - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الصدام الأردني المحتوم مع المشروع الصهيوني - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس 2025 01:07 صباحاً

 

مع تصريحات نتنياهو بتمسكه والتزامه بمشروع "اسرائيل الكبرى" وتهديد العديد من دول الطوق المحيطة بفلسطين ومنها الأردن بشكل مباشر، يتداول السياسيون والمحللون مفهوم " الصدام مع المشروع الصهيوني"

الاخطار التي كانت متوقعة من المشروع الصهيوني أصبحت واقعة بالفعل، وبعدة خطوات قام بها العدو الصهيوني مؤخرا على شكل إقرار عدة قوانين وقرارات تشريعية في الكنيست وهي قانون يهودية الدولة ، وقرار فرض السيادة على الضفة الغربية وغور الأردن، ومؤخرا تبني قرار رفض إقامة دولة فلسطينية.

إذا ما أضفنا العمل الدائم على إقرار خطط للتوسع الاستيطاني في الضفة سنجد بأنها كلها تؤكد المضي قدما وبخط استراتيجي واضح المعالم نحو تهجير الفلسطينيين والقضاء بشكل عملي على أي احتمال مستقبلي يمنح الفلسطينيين إقامة دولتهم على أي جزء من أرض فلسطين التاريخية، وإنما العمل على خطة التهجير الممنهج، وبالذات جعل الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين.

بعد تصريحات نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وغيرهم من رموز حكومة التطرف الاسرائيلي يتحسب الأردن لما قد يحدث ويعيد حساباته وعلى أكثر من صعيد، وبل ويستنفر كل قوته الكامنة في الدفاع عن وجوده واستمراره، في ظل تزايد الحديث عن الصدام المستقبلي المحتوم بين الأردن والكيان الصهيوني، ولكن السؤال المطروح اليوم هو في تعريف ذلك الصدام ..؟!

أول ما يتبادر الى ذهن الأردنيين هو الصدام العسكري، ويستحضر المخيال الشعبي معركة الكرامة، وتضحيات الجيش الأردني في باب الواد، واللطرون، وأحياء القدس، والشهداء على أرض فلسطين.

وأما في العقل الرسمي ربما يكون لتعريف الصدام أشكال مختلفة يسبق العسكري بخطوات، وله طابع سياسي ودبلوماسي متدرج، يبدأ بتخفيض التمثيل الدبلوماسي، ثم بتعليق الاتفاقات بما فيها وادي عربة واتفاقية الغاز ، واتفاقية الماء والكهرباء، أو إلغائها فعلا.

هناك هوامش مهمة في نقل الصدام والصراع إلى المؤسسات والمحاكم الدولية، وتعرية العدو الصهيوني وتطرف طروحاته المخالفة للقانون الدولي.

كما يتعين على الأردن في هذه المرحلة أن يختبر الحلفاء من الدول الكبرى بالذات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها ، ومعها مصداقية الدول العربية في دعم الأردن خاصة تلك التي تقع تحت ذات التهديد من قبل الكيان الإحلالي التوسعي البغيض.

مع كل هذا لابد من الاتفات الى الداخل و اجتراح معادلة مشروع وطني أردني واضح المعالم يلتف من خلاله الأردنيون حول دولتهم لتقويتها في مواجهة الخطر الصهيوني المحدق.

كما انه لابد من البدء برحلة التغيير في أولوياتنا الوطنية بما يتناسب مع طبيعة التهديدات وسرعة التحولات دون تهور أو إبطاء.

وعلى الحكومة أن تتقن خلال هذه المرحلة فن خطاب الشعب الأردني من خلال شخصيات ذات مصداقية، وتتمتع برصيد شعبي، وعدم احكتار الميكرفون بلون سياسي واحد، ونغمة مكرورو ، مع عزل بقية المكونات السياسية من التعبير عن مساندتها لدولتهم في وجه العدو الصهيوني.

بكل الأحوال ثمة متطلبات للتعامل مع هذه المرحلة الصعبة بما فيها من أخطار لا يمكن الاستهانة بها، وأهمها استخدام نهج المصارحة والمكاشفة مع النخب السياسية ومع مجموع الأردنيين.

وعلينا ان ندرك أن السياسة بالأساس هي حرب باردة، وأن الحرب سياسة ساخنة، وأنّ كلاهما مكمل لبعضه البعض، وأنه لا يمكن الذهاب الى الحرب إلا بعد استنفاذ كل الوسائل السياسية الممكنة.

 

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق