نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: نجح في تسريب رسالة صادمة.. الكاتب الصحفي الجزائري "صنصال" يفجر حقائق خطيرة من قلب سجنه في الحراش - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025 10:40 مساءً
تناقلت وسائل إعلام دولية صبيحة اليوم الأربعاء، رسالة صادمة للصحفي والكاتب الجزائري بوعلام صنصال من سجنه في الحراش، تكشف عن معاناته وتسلط الضوء على القمع والاستبداد في الجزائر.
هذه الرسالة التي نجح "صنصال" في تسريبها رغم القيود الصارمة، تعبّر عن ظروف زنزانته الضيقة حيث يندر الهواء ويكاد النور لا يصل، مؤكّدًا أن السجن أصبح أداة عادية للسيطرة على الصحفيين والنشطاء حتى يكون عبرة للآخرين.
وجاء في رسالة "صنصال": "أصدقائي، إذا وصلتكم هذه الرسالة، فهذا يعني أنه رغم الجدران والأقفال والخوف، ما زالت هناك ثغرات يمكن للحقيقة أن تتسلل منها". وتابع قائلا: "أكتب إليكم من زنزانة يندر فيها الهواء، ولا يدخلها النور إلا ليذكر السجناء بأنهم ما زالوا أحياء، لكنهم ليسوا أحرارا أبدا".
في سياق متصل، قال الصحفي الجزائري القابع في سجون نظام الكابرانات: "لستُ الأول ولا الأخير الذي يتعرض لاستبداد النظام الجزائري. هنا، السجن ليس مكانا استثنائيا مخصصا للمجرمين، بل أداة عادية من أدوات الحكم. الدكتاتورية تسجن كما يتنفس المرء: بلا جهد، وبلا خجل. يسجنون الصحفيين، والنشطاء، والكتاب… وأحيانا حتى من لم يقل شيئا، فقط ليكون عبرة للآخرين.
وتابع قائلا: "ذنبي أنني واصلت الإيمان بأن الكلمات يمكن أن تنقذ هذا البلد من شياطينه. أنني كتبت أن الجزائر ليست مجرد علم ونشيد، بل هي قبل كل شيء شعب يستحق الكرامة والعدالة. أنني رفضت تكرار التاريخ، واستمرار الفساد والعنف في السيطرة على المشهد".
كما شدد قائلا: "أنا أعاني، نعم. جسدي يخونني، والمرض ينهش قواي، والنظام يأمل أن أرحل في صمت. لكنهم واهمون! فصوتي، حتى وهو مقيد، لا يخصهم. وإذا كان ما زال قادرا على الوصول إلى الخارج، فليقل هذا: لا تصدقوا واجهتهم المزيفة من الاحترام. هذه السلطة ليست دولة، بل آلة لسحق البشر".
كما توجّه صنصال برسالة إلى فرنسا، موطنه الثاني وملاذه الفكري، قائلاً: "أنتم الذين تعلنون أنفسكم وطن حقوق الإنسان، تذكروا أن هذه الحقوق لا تتوقف عند ضفاف المتوسط. الحكومات تتعاقب، والدبلوماسيات تحسب، لكن المبادئ يجب أن تبقى راسخة. لا ترفعوا الراية البيضاء، ولا تضحوا بقيمكم على مذبح المصالح الاقتصادية أو التحالفات الظرفية".
وأضاف: "أنا لا أطلب حريتي كمنة، بل باسم ما تقوم عليه كل المجتمعات الإنسانية: العدالة. إذا استسلمتم اليوم أمام نظام يظن نفسه فوق المحاسبة، فغدا ستمتلئ سجون أخرى، وستنطفئ أصوات أخرى".
وخاطب الصحفي الجزائري مواطنيه بالقول: "اصمدوا. إن الخوف سجن أوسع من سجني الحالي، وهو أصعب كسرا. لكنني أعلم أن يوما ما سيسقط الجدار، فالدكتاتوريون يسقطون دائما في النهاية. أما أنا، فسأواصل الكتابة، حتى وإن بقيت أوراقي مخبأة تحت فراش السجن. فالكتابة هي الحرية الوحيدة التي لا يمكنهم مصادرتها، وبها سنبقى على قيد الحياة".
هذا وتناقلت وسائل إعلام دولية هذه الرسالة صبيحة اليوم، باعتبارها شهادة صادمة على قسوة ظروف الاحتجاز، وصرخة شجاعة ضد القمع المستمر للصحفيين والنشطاء في الجزائر، ودعوة صريحة إلى المجتمع الدولي للالتزام بحقوق الإنسان دون الانصياع للمصالح الاقتصادية أو السياسية المؤقتة.
0 تعليق