تليجراف الخليج- من المقرر أن يجتمع المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش مع الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير هذا الأسبوع في محاولة لاستئناف المحادثات المتوقفة لخفض التعريفات الجمركية على صادرات الصلب والألمنيوم.

اقترحت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي المسؤولة عن الشؤون التجارية، إلغاء الرسوم الجمركية أو تخفيضها بشكل كبير. إلا أنها لم تتلقَّ ردًا من الولايات المتحدة بشأن عرضها، وفقًا لما ذكره سيفكوفيتش، المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، في مقابلة مع بلومبرج.

قال سيفكوفيتش: "الخطوة الأكثر منطقية هي المضي قدمًا في نظام الحصص الجمركية، مع فرض تعريفات جمركية منخفضة أو معدومة". وأضاف: "من السابق لأوانه الخوض في تفاصيل أكثر، لأننا لم نتلقَّ ردًا على هذا المقترح حتى الآن، لكننا ندرك أهميته البالغة لقطاعنا، ولذلك سنطرحه على طاولة النقاش بشكل دائم".

ومن المقرر أن يلتقي سيفكوفيتش وجرير على هامش القمة الوزارية لرابطة دول جنوب شرق آسيا في كوالالمبور، حيث يخطط مفوض الاتحاد الأوروبي لإثارة هذه القضية.

وعندما طلب منه التعليق، قال الممثل التجاري الأميركي إن الرسوم الجمركية على المعادن تتولىها وزارة التجارة، التي لم ترد على طلب التعليق.

يأتي اقتراح الاتحاد الأوروبي استكمالاً لاتفاق سياسي تجاري أبرمه الاتحاد مع الولايات المتحدة في يوليو/تموز. وبموجب هذا الاتفاق، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 15% على معظم منتجات الاتحاد الأوروبي، بينما تعهد الاتحاد الأوروبي بإلغاء رسومه الجمركية على السلع الصناعية الأمريكية. وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الجانبين تعهدا أيضاً بالعمل على خفض الرسوم الجمركية بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي.

تتمثل فكرة الاتحاد الأوروبي في تحديد حصة لتجارة الصلب والألمنيوم، مع تخفيض أو إلغاء الرسوم الجمركية على جميع صادرات الاتحاد الأوروبي التي تخضع لهذا الحد. إلا أن الولايات المتحدة فرضت في أغسطس/آب رسومًا جمركية بنسبة 50% على أكثر من 400 منتج جديد من الصلب والألمنيوم، مما زاد من تعقيد الوضع.

قال سيفكوفيتش إن اللجنة تُعِدّ مقترحاتٍ ملموسةً لحل هذه المشكلة، وقد طرحها فورًا على إدارة ترامب. لكنه أضاف أنه لم يُتلقَّ أيَّ ردِّ فعلٍ ملموس.

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز الأسبوع الماضي إن الحلول للرسوم الجمركية المرتفعة على الصلب والألمنيوم "في الطريق الصحيح"، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

انتقدت العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، اتفاقية التجارة التي أبرمها الاتحاد مع الولايات المتحدة. وجادلت المفوضية بأنها الخيار الأمثل لمنح الشركات الأوروبية القدرة على التنبؤ، مع الحفاظ على التعاون عبر الأطلسي في قضايا مثل الأمن والدفاع، وخاصةً في أوكرانيا.

لكن الولايات المتحدة لم تف بعد ببعض الالتزامات الرئيسية في الاتفاق، وخاصة خفض الرسوم الجمركية على السيارات القادمة من الاتحاد الأوروبي إلى 15% من 27.5%.

يسود خلاف بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الصلب والألمنيوم منذ أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية باهظة خلال ولايته الأولى. وحتى بعد مغادرة ترامب منصبه، لم يتمكن الجانبان من حل النزاع بشكل كامل خلال إدارة بايدن. وعندما عاد ترامب إلى البيت الأبيض، ألغى جميع الإعفاءات ورفع الرسوم الجمركية إلى 50%.

من المتوقع أن يصدر الاتحاد الأوروبي نحو 3.8 مليار مليون طن من الصلب إلى الولايات المتحدة في عام 2024، أي أقل بنحو مليون طن عن الفترة التي سبقت تولي ترامب الرئاسة.