نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من موسكو إلى السودان.. أين اختفت حمولة الطائرة الروسية؟ - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 12:44 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
كشفت بيانات تتبع الرحلات الجوية عن تفاصيل مثيرة لرحلة غامضة قامت بها طائرة شحن روسية من طراز Ilyushin Il-76TD، حيث انطلقت من موسكو في 10 سبتمبر الجاري، قبل أن تتنقل بين عدة دول من بينها السعودية وأوغندا ومصر، وصولًا إلى السودان ثم عودتها إلى جدة.
محطات الرحلة وتوقفات طويلة
انطلقت الطائرة أولًا من موسكو لتتوقف لأكثر من 12 ساعة في مطار أوليانوفسك، وهو مركز استراتيجي لصناعة وشحن الطائرات العسكرية الروسية مثل Il-76 وAn-124، إضافة إلى تصدير المعدات الدفاعية بما فيها أنظمة الدفاع الجوي.
وفي اليوم التالي 11 سبتمبر، هبطت الطائرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ثم واصلت طريقها إلى مطار عنتيبي الدولي في أوغندا، حيث بقيت هناك عدة أيام.
التحركات بين مصر والسودان
في 19 سبتمبر أقلعت الطائرة من أوغندا متجهة إلى قاعدة شرق العوينات العسكرية المصرية، قبل أن تظهر مساء نفس اليوم في مطار بورتسودان الدولي. وبعد ساعات معدودة غادرت الطائرة السودان لتحط في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، في مسار يثير تساؤلات حول طبيعة شحنتها ومهامها.
خلفيات لوجستية مرتبطة بروسيا
تشير المعلومات إلى أن الطائرة تتبع شركة Gelix Airlines التي تُعرف بتنفيذ مهام شحن مرتبطة بالحكومة الروسية، ما يضع هذه الرحلة في إطار شبكة لوجستية معقدة تخص تحركات المعدات الدفاعية الروسية عبر أفريقيا.
وتزامنًا مع ذلك، كان وزير الدفاع الأوغندي قد أعلن خططًا لإنشاء مركز إقليمي لصيانة المعدات العسكرية الروسية في أوغندا، بما يجعلها نقطة ارتكاز أساسية لتصدير السلاح الروسي نحو دول القارة.
ارتباطات محتملة بفاغنر
مصادر مطلعة لم تستبعد ارتباط هذه الرحلة بنشاط قوات فاغنر الروسية، خاصة في ظل تمركزها الحالي بجمهورية أفريقيا الوسطى. ويُذكر أن علاقات الرئيس فوستان تواديرا مع الجيش السوداني ما تزال قائمة رغم الدعم الإماراتي السخي الموجه لقوات الدعم السريع.
كما ربطت تقارير سابقة بين وجود عناصر فاغنر في محلية أم دافوق القريبة من الحدود مع أفريقيا الوسطى، وهي منطقة حساسة لا تبعد سوى 200 كيلومتر عن منجم سونغو للذهب في جنوب دارفور، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
أبعاد سياسية واقتصادية
التحركات الجوية الروسية تزامنت مع اجتماعات اللجنة الوزارية السودانية الروسية للتجارة والاقتصاد، التي عُقدت في موسكو للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023. وترأس الوفد السوداني وزير المعادن نور الدائم، بينما قاد الوفد الروسي ألكسندر كوزلوف، في إشارة إلى استمرار المصالح المشتركة بين البلدين رغم الأوضاع الأمنية المضطربة.
مشهد نفوذ معقد في قلب أفريقيا
المراقبون يرون أن المشهد الحالي يعكس لعبة نفوذ شديدة التعقيد، حيث تتداخل رحلات الشحن العسكرية الروسية مع نشاط “فيلق أفريقيا” قرب الحدود السودانية، إلى جانب اجتماعات اقتصادية بين موسكو والخرطوم. كل ذلك يبدو جزءًا من استراتيجية تسعى الخرطوم من خلالها لضبط النفوذ في مثلث الحدود مع أفريقيا الوسطى وتشاد، وتأمين مصالحها في دارفور ومناجم الذهب، وسط توازنات إقليمية حساسة.
إتبعنا
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق