تليجراف الخليج - اختيار الوقود المناسب للمركبة قد يبدو سؤالًا بسيطًا، ولكنه في الواقع يتطلب معرفة دقيقة بمواصفات السيارة ومتطلبات المحرك. كثيرًا ما يتساءل السائقون عما سيحدث إذا تم خلط أنواع الوقود المختلفة، مثل بنزين 91 مع 95 أو 98، وهل هذا الإجراء آمن أم أنه قد يضر بالمحرك أو يؤثر على أداء السيارة؟ في هذا المقال، سنقوم بتغطية كل ما تحتاج معرفته حول خلط أنواع الوقود، ونستعرض الفرق بين هذه الأنواع، ونناقش التأثيرات المحتملة على السيارة.

ما الفرق بين بنزين 91 و95 و98؟ قبل أن نتطرق إلى تأثير خلط أنواع الوقود، من المهم فهم الفروق الأساسية بين بنزين 91 و95 و98. الفرق الرئيسي يكمن في رقم الأوكتان، وهو مؤشر على مقاومة الوقود للاشتعال المبكر داخل المحرك. كلما كان رقم الأوكتان أعلى، كان الوقود أكثر قدرة على مقاومة الطَرق أو الاحتراق غير المنتظم.

بنزين 91: بنزين 91 مناسب عموماً للسيارات العادية التي لا تتطلب أداءً عاليًا. يتميز هذا النوع من الوقود بتكلفة أقل مقارنةً بأنواع الوقود ذات رقم أوكتان أعلى، وهو اختيار شائع للسيارات ذات المحركات الصغيرة أو التي تعمل بشكل اقتصادي.

بنزين 95: بنزين 95 يُعتبر الخيار المثالي للعديد من السيارات الحديثة، لأنه يقدم توازنًا بين السعر والأداء. يمكن استخدامه في معظم السيارات التي لا تتطلب نوع وقود متقدم، وغالبًا ما يوفر أداءً أكثر سلاسة وكفاءة في استهلاك الوقود.

بنزين 98: بنزين 98 هو الوقود ذو الرقم الأعلى من حيث أوكتان، وهو مصمم خصيصًا للمركبات التي تحتوي على محركات عالية الأداء مثل السيارات الرياضية أو الفاخرة. يُعتبر أكثر تكلفة ولكنه يوفر أداءً محسّنًا عند استخدامه في المحركات المطلوبة.

يتساءل العديد من السائقين في الإمارات ودول المنطقة:هل يمكن خلط أنواع الوقود مثل 91 مع 95 أو 98؟ خاصة في الحالات الطارئة أو عند عدم توفر النوع الموصى به. ورغم أن الأمر يبدو بسيطًا للبعض، إلا أن اختيار نوع الوقود له تأثير مباشر على أداء المحرك، كفاءة الاستهلاك، وعمر السيارة.

خلط وقود 91 مع 95: عند استخدام مزيج من بنزين 91 و95، تقل فوائد الأوكتان الأعلى (95). هذا قد يؤدي إلى:

انخفاض ملحوظ في الأداء، خاصة عند التسارع.

ظهور صوت الطرق أو الاحتراق المبكر في المحرك (Knocking).

تأثير سلبي على شمعات الاحتراق والمكونات الداخلية إذا تكرر الأمر بشكل مستمر.

خلط وقود 91 مع 98: أما عند خلط بنزين 91 و98، فإن النتيجة تكون فقدان جودة الوقود عالي الأوكتان، وهو ما يضر بشكل خاص بالسيارات الرياضية أو عالية الأداء. ومن أبرز التأثيرات:

عمل المحرك بكفاءة أقل من المستوى الأمثل.

زيادة استهلاك الوقود مقارنة بالاعتماد على 98 فقط.

احتمالية ضعف استجابة السيارة في القيادة الديناميكية أو على الطرق السريعة.

بعض السيارات الحديثة مزودة بأنظمة استشعار ذكية قادرة على التكيف مع اختلافات الأوكتان بشكل محدود، ما يعني أن الخلط في الحالات الطارئة قد لا يسبب ضررًا مباشرًا. لكن ذلك لا يُعد حلاً دائمًا، فالاستخدام المتكرر يضعف أداء المحرك على المدى الطويل.

النصيحة المثالية للسائقين:

التزم دائمًا باستخدام نوع الوقود الموصى به من الشركة المصنعة، حيث يحدد بدقة درجة الأوكتان المناسبة للمحرك.

تجنّب خلط أنواع الوقود إلا عند الضرورة القصوى.

في حال استخدام نوع مختلف بشكل اضطراري، احرص على إعادة التزود بالنوع الموصى به في أقرب وقت ممكن.

تأثير الخلط يعتمد على نسبة الوقود المخلوط واحتياجات المحرك. هناك سيناريوهات مختلفة تشمل التأثيرات الإيجابية أو السلبية على السيارة، وتتراوح هذه التأثيرات بين الأداء والكفاءة في استهلاك الوقود.

الأداء وانبعاثات العادم استخدام وقود غير متطابق مع متطلبات السيارة قد يؤثر على أداء السيارة بشكل عام. السيارات التي تتطلب بنزينًا بأوكتان عالي ستعاني من انخفاض الكفاءة وزيادة الانبعاثات إذا تم خلطه مع نوع أقل جودة.

تجنب المشاكل طويلة الأمد ليس من المستحسن جعل خلط الوقود ممارسة طويلة الأمد. على الرغم من أن المحرك قد يعمل بشكل طبيعي عند خلط كميات صغيرة، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى تراكم الرواسب على الأجزاء الداخلية للمحرك مع مرور الوقت.

إذا حدث خلط الوقود في حادثة عرضية لمرة واحدة، فإن التأثيرات ستظل محدودة. ولكن إذا تم الاعتماد على خلط الوقود كحل دائم، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور مشاكل أكثر تعقيدًا تتطلب إصلاحات مكلفة.

مثال واقعي: خلط الوقود مع السيارات الرياضية في دراسة أجريت على السيارات الرياضية، تبين أن استخدام بنزين 91 بدلاً من 98 يقلل من كفاءة المحرك بنسبة تصل إلى 15%، بينما يؤدي استخدام بنزين 95 كحل وسطي إلى تأثير أقل على الأداء.

تلف المحرك هو احتمال وارد إذا تم خلط أنواع الوقود بشكل عشوائي أو مع تجاهل متطلبات السيارة. المحركات المصممة للعمل مع الوقود ذو رقم أوكتان مرتفع قد تواجه صعوبة في الاحتراق أو تلفًا في الصمامات إذا تم استخدام نوع وقود أقل جودة.

الإصلاحات المكلفة الناتجة عن خلط الوقود: فضلاً عن مشكلات الأداء، خلط الوقود قد يؤدي إلى إصلاحات مكلفة مثل استبدال الصمامات أو تنظيف نظام الوقود بالكامل. في بعض الحالات، قد يضطر مالك السيارة إلى استبدال الأجزاء الداخلية بشكل كامل.

في الإمارات، هناك مجموعة واسعة من أنواع الوقود المتوفرة في المحطات. بسبب ارتفاع درجات الحرارة، غالبًا ما يُفضل اختيار الوقود المناسب لضمان تشغيل سلس للمحرك. إليك بعض النصائح العملية:

راجع دليل المستخدم لسيارتك لمعرفة نوع الوقود الموصى به.

اختر الوقود ذو جودة عالية خصوصًا إذا كنت تقود سيارة ذات محرك عالي الأداء.

تجنب خلط أنواع الوقود ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية.

قم بالصيانة الدورية لمحرك السيارة للتأكد من عدم تراكم الرواسب الناتجة عن الوقود.

أهمية الالتزام بتوصيات الشركات المصنعة: الالتزام بنوع الوقود الذي توصي به الشركة المصنعة هو المفتاح للحفاظ على أداء المحرك وتجنب أي مشكلات غير متوقعة. التوصيات ليست عشوائية بل تستند إلى اختبارات دقيقة قد أجريت قبل تصنيع السيارة.

دليل المستخدم كمصدر مهم: غالبًا ما يحتوي دليل المستخدم الخاص بسيارتك على معلومات تفصيلية حول نوع الوقود المناسب. إذا كنت غير متأكد من نوع الوقود، فإن قراءة هذه التعليمات ستساعدك على اتخاذ القرار الصحيح.

أفضل الخيارات لمنع خلط أنواع الوقود: يمكن للسائقين تقليل احتمالية خلط أنواع الوقود عن طريق التأكد من معرفة نوع الوقود المناسب قبل التوجه إلى محطة الوقود. كما يمكن الاعتماد على تطبيقات الهواتف الذكية التي تقدم توصيات حول أنواع الوقود المتوفرة بناءً على بيانات السيارة.

تقنيات حديثة لتحديد نوع الوقود: بعض السيارات الحديثة مجهزة بأجهزة إلكترونية تكشف عن نوع الوقود المستخدم وتصدر تحذيرًا إذا كان الوقود غير مناسب للمحرك. هذه التكنولوجيا أصبحت شائعة في المركبات الفاخرة.

في النهاية، فإن معرفة الفروقات بين بنزين 91 و95 و98 وفهم تأثير خلط أنواع الوقود على السيارة، يمنحك القدرة على الحفاظ على كفاءة المحرك وتجنب الأعطال المكلفة مستقبلاً. تذكّر دائمًا أن الالتزام بالوقود الموصى به من الشركة المصنعة هو الخيار الأمثل، بينما يظل الخلط مقبولًا فقط في الظروف الطارئة.