نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: “هل يختفي عبد الملك الحوثي؟”.. إسرائيل تهدد بالاغتيال... - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 02:34 صباحاً
تُعاني أروقة القيادة الحوثية في صنعاء وصعدة من حالة من الهلع والرعب غير المسبوقة، بعد تهديدات إسرائيلية صريحة باستهداف زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، وعدد من قيادات الصف الأول، في تطور يُعد الأشد خطورة منذ تأسيس الجماعة، ويُشير إلى دخولها مرحلة جديدة من العزلة الأمنية والاستنزاف النفسي.
45.89.241.160
وبحسب مصادر وثيقة الاطلاع على دوائر صنع القرار داخل الجماعة، فإن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، والتي تضمنت تصنيف عبد الملك الحوثي كهدف عسكري مباشر، أثارت ذعراً عميقاً في أوساط القيادة، دفعها إلى اتخاذ إجراءات أمنية واستخباراتية غير مسبوقة، بلغت حدّ "الجنون الأمني" كما وصفها أحد المطلعين.
احتفالات في ظل الخوف: تشديد أمني غير مسبوق
وفي مشهد نادر، شهدت الاحتفالات التي أقامتها الجماعة مؤخراً بمناسبة الذكرى السنوية لانقلابها على الدولة في 2014، إجراءات أمنية مشددة لم تُعرف من قبل، حتى في ذروة المعارك مع القوات الحكومية أو التحالف العربي. فقد تم نشر آلاف العناصر الأمنية، وإغلاق طرق رئيسية، ومنع التصوير، وتفتيش المدعوين بدقة، في محاولة لتفادي أي "اختراق" قد يستغل لتنفيذ عمليات اغتيال دقيقة.
إتلاف كاميرات المراقبة: محاولة يائسة لإخفاء التحركات
وفي خطوة تعكس حالة الارتباك والخوف التي تعيشها القيادة، لجأت أجهزة الاستخبارات الحوثية إلى إجراءات "مضادة" غير تقليدية، تمثلت في مصادرة وتدمير كاميرات المراقبة المتصلة بالإنترنت في محافظات صنعاء وصعدة وعمران — وهي المناطق التي تتركز فيها مقار القيادة ومقرات السكن الخاصة للقيادات العليا.
وأكدت المصادر أن فرقاً خاصة من الأمن الداخلي للجماعة قامت بإزالة الكاميرات المثبتة على المباني القريبة من منازل وأماكن تواجد القيادات الحوثية، بل وصل الأمر إلى إتلافها بشكل كامل، في محاولة يائسة لقطع أي قنوات قد تستخدمها أجهزة استخبارات أجنبية — وخاصة الإسرائيلية — لتتبع تحركات القيادات أو تحديد مواقعهم بدقة.
القيادات في حالة "تخفي" و"هروب داخلي"
وأشارت المصادر إلى أن قيادات الصف الأول في الجماعة، بما في ذلك أفراد الأسرة الحاكمة، دخلوا في حالة من "التخفي القسري"، حيث تم تغيير أماكن إقامتهم بشكل متكرر، وتقليل ظهورهم العلني، واعتماد وسائل تواصل مشفرة، وتجنب استخدام الهواتف النقالة أو وسائل النقل المعروفة.
وأكدت مصادر موثوقة أن "الجماعة اتخذت إجراءات صارمة لضمان سلامة قادتها بعد أن أصبحوا أهدافًا مباشرة"، مشيرة إلى أن هناك تنسيقاً أمنياً مع جهات إقليمية لتأمين القيادات، في ظل فقدان الثقة الكامل في قدرة الأجهزة المحلية على حمايتهم من عمليات نوعية قد تنفذها إسرائيل أو حلفاؤها.
لماذا الآن؟
تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر بين إسرائيل والحوثيين، بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي نفذتها الجماعة ضد أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، رداً على الحرب في غزة. لكن التصعيد الإسرائيلي الأخير، والذي تضمن تهديدات مباشرة باغتيال الزعيم الحوثي، يُعدّ رسالة واضحة بأن إسرائيل لم تعد تكتفي بالرد على الهجمات، بل تنتقل إلى مرحلة "الردع الاستباقي" ضد القيادة العليا للجماعة.
ماذا بعد؟
يُثير هذا المشهد تساؤلات كبيرة حول مستقبل قيادة الجماعة وقدرتها على إدارة الصراع في ظل هذا الضغط النفسي والأمني الهائل. فهل ستؤدي حالة الهلع إلى اتخاذ قرارات متسرعة أو غير مدروسة؟ أم أن الجماعة ستلجأ إلى مزيد من التصعيد لتعويض حالة الضعف الداخلي؟
في كل الأحوال، فإن التهديدات الإسرائيلية المباشرة، وما تبعها من ردود فعل هستيرية من جانب الحوثيين، تُعدّ مؤشراً على أن مسرح الصراع الإقليمي قد دخل مرحلة جديدة، لا مكان فيها للقيادات التي تعتقد أنها في مأمن خلف الحدود... ففي عالم الاستخبارات، لا أحد في مأمن.
0 تعليق