زمن الورقة والقلم - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: زمن الورقة والقلم - تليجراف الخليج اليوم السبت الموافق 20 سبتمبر 2025 04:25 مساءً

  

يا جماعة الخير، في الماضي، وقبل أن نغرق في العالم الرقمي، كنت أمسك بالورقة والقلم وأجلس لساعات في مكتبة الجامعة الأردنية أقلب صفحات المراجع بحثًا عن معلومة أستعين بها في كتاباتي، وكانت فرصة ذهبية أن أزور ابن العمومة أبو بلال عربيات بحكم عمله في المكتبة وأحتسي فنجان قهوة معه. قبل أيام نشرتُ مجموعة من الصور القديمة من مشاركاتي في الصحف الأردنية، تعود إلى بداية التسعينيات، أيام كان لكل كلمة مطبوعة وزنها ولكل نقاش أثره. وردتني تعليقات كثيرة حول كثافة شعر الرأس والشارب في الصور… كان شعري بكثافة شعر رأس المطرب موفق بهجت عندما غنى: يا صبحا هاتي الصينية، وكان شاربي بكثافة شارب المطرب ربيع الخولي عندما غنى: نوينا على الجازة نوينا. تفاصيل صغيرة لكنها تقول لكم من أكون في تلك الحقبة.

في الماضي، كانت الكتابة فنًا بحد ذاتها. الورقة والقلم كانا أدوات سحرية، والوقت الذي تقضيه في صياغة جملة أو تدوين فكرة كان له طعم مختلف. كل حرف كان محسوبًا، وكل جملة كان لا بد أن تجعلك تفكر مليًّا قبل أن تكتبها على الصفحة. كانت أيام الإبداع الحقيقي، وأيام النقاش الصادق، وأيام الطباعة التي كانت تترك أثرها في الذاكرة أكثر من مجرد شاشة.

ثم جاء عصر ChatGPT والنسخ واللصق. اليوم أصبح المرء يكتب بلا تفكير، ينقل ويلصق، وينهي الموضوع في ثوانٍ، ويصبح كاتبًا في يوم وليلة. تخيلوا، الفكرة نفسها التي كنت أجلس أفكر فيها ساعات صارت بضغطة زر. أصبحت لديك كل الإجابات جاهزة، كل الكلمات في مكانها، من دون أي مجهود… لكن يا لروعة الروح والذوق اللذين كانا موجودين في الماضي!

صدقوني، الفرق واضح: في الماضي، كانت الكتابة رحلة، كانت تجربة، كانت نوعًا من الفن. أما اليوم، فقد أصبحت مجرد ضغطات على لوحة مفاتيح، وChatGPT هو الذي يقوم بكل العمل. فإذا أردتم أن تعيشوا روح التسعينيات، يجب أن تعودوا إلى الورقة والقلم، وتستمتعوا بغزارة الشعر وكثافة الشارب، لأن هذه التفاصيل الصغيرة كانت جزءًا من شخصيتنا… أما اليوم، فكل التفاصيل على الشاشة!

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق