منذ أن تسلم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي قيادة إمارة الفجيرة، قبل ٥١ عاماً، كان قلبه مع شعبه، وعزيمته معقودة على رفع رايات النهضة، وبصره مشدوداً نحو المستقبل.
لقد استلهم سموه من مسيرة الآباء المؤسسين، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، روح الاتحاد، وأيقن أن رفعة الإمارات إنما تقوم على تلاحم القلوب، ووحدة الصف، وصون الهوية، وبناء الإنسان قبل العمران، وهو ما فتئ يستذكر المقولات الخالدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حياته اليومية وفي لقائه بضيوفه من القادة ورجال الدولة، ودائماً ما كان سموه ينقل عنه، رحمه الله، قوله: «صون الأرض والعرض سيجعلنا أقوياء بين الأمم، نتسلح بالعقيدة ونواجه التحديات، ونصل إلى المستقبل باكراً»، وإن هذه البلاد ستحمل الخير الكثير لأهلها ولكل من سكن على هذه الأرض.
لقد قاد سموه سفينة الإمارة وسط التحديات، حيث الموارد شحيحة والبنى التحتية متواضعة، فأرسى أشرعتها على شاطئ الأمن والأمان، وأطلق مشاريع عملاقة غيّرت وجه الحياة في الفجيرة، لتغدو منارة شامخة ومقصداً للعالم بفضل موقعها، ونهضتها، وكرم أهلها.
وعلى مدى أكثر من خمسة عقود، شهدت الفجيرة نهضة كبرى شملت ميادين مختلفة، فقد شهدت نهضة اقتصادية شاملة، وضعتها اليوم في طليعة المدن إقليمياً ودولياً، حيث أسهمت توجيهات سموه في تطوير البنية التحتية إلى جانب تعزيز موقع الفجيرة الاستراتيجي، لتكون محط جذب للاستثمارات الأجنبية، بالتوازي مع تعزيز التجارة الخارجية، ما ساعد على أن تكون مركزاً رئيساً في قطاع الطاقة والنفط، ووجهة رائدة في مجال الموانئ، كونها تمتلك أكبر رصيف بترولي في الشرق الأوسط، وأعمق رصيف في العالم لتحميل ناقلات النفط العملاقة على ساحل المحيط الهندي، الأمر الذي زاد من قدرتها التنافسية وجعلها وجهة جاذبة للاستثمار.
وطالت النهضة العمرانية في الفجيرة مختلف جوانب البنية التحتية، فأنشئت العديد من شبكات الطرق والمساكن والمرافق الحيوية، والمؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية، بتوجيهات سموه الدائمة ومتابعته الحثيثة، بما يتماشى مع متطلبات النمو السكاني والتطور الاقتصادي والسياحي في الإمارة، فشهدت الإمارة تنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي عززت من جودة الحياة ورفعت من كفاءة المرافق العامة، ما جعل الفجيرة نموذجاً مميزاً يجمع بين الحداثة والأصالة والتخطيط العمراني.
وبرزت رؤية سموه الطموحة في تحقيق نهضة ثقافية وفنية لتعزز مكانة إمارة الفجيرة على خارطة الفن والإبداع العربي والدولي، وكان دور المؤسسات الثقافية والإعلامية في الإمارة بارزاً في دفع الحراك الثقافي، وتنظيم مهرجانات دولية، وفعاليات ثقافية مختلفة، أبرزها مهرجان الفجيرة الدولي للفنون ومهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما وملتقى الفجيرة الإعلامي ومهرجان البدر السنوي ومؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة، ما ساهم في ترسيخ صورة الفجيرة عاصمة تحتفي بالفن والإبداع وتحتضن الحوار الثقافي بين مختلف الحضارات.
ومن أبرز ما يميز مسيرة صاحب السمو حاكم الفجيرة قربه من شعبه وأبنائه، فهو حريص كل الحرص على السؤال عن أحوال الناس والبذل من أجل سعادتهم وكرامتهم وتلبية احتياجاتهم، وهذا ما نلمسه اليوم من مبادرات ومشاريع تنموية عملاقة أساسها تحسين جودة حياة المواطنين، وتوفير سبل العيش الكريم.
إن الذكرى الـ٥١، التي يعيش تفاصيلها شعب الإمارات وأهل الفجيرة خصوصاً، ليست محطة لتعداد الإنجازات فحسب، بل رسالة إلى الأجيال القادمة بأن القيادة الصادقة تصنع التاريخ، وأن العلاقة بين الحاكم وشعبه حين تقوم على المحبة والوفاء فإنها تثمر عطاءً لا ينقطع، وتفتح آفاقاً بلا حدود.
لقد أراد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي أن تكون الفجيرة واحة سلام وثقافة، فحافظ على تراثها العريق من حصون وقلاع، وجعل منها ذاكرة حيّة تحكي قصص الأجداد للأحفاد وفي الوقت نفسه، لتصبح الإمارة جسراً للحوار الثقافي، ومسرحاً يلتقي فيه الشرق والغرب تحت سماء التسامح.
وأولى سموه اهتماماً كبيراً بالتعليم والصحة، إيماناً منه بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن، فتأسست الجامعات والكليات والمعاهد، وتوسعت المستشفيات والمراكز الطبية، لتواكب تطلعات شعبه نحو مستقبل مشرق.
وحين اعتلى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي سدّة الحكم في إمارة الفجيرة، كان على وعي تام بخصوصية الإمارة وبحاجاتها التنموية، فاختطّ لها نهجاً يقوم على الحكمة والتخطيط المتدرّج، مستلهماً رؤى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومتفاعلاً بعمق مع مشروع الاتحاد الذي وحّد القلوب قبل أن يوحّد الأرض.
لقد أدرك سموه منذ البدايات أن التنمية ليست طريقاً واحداً، بل مساراً متكاملاً تتعانق فيه السياسة مع الاقتصاد، وتلتقي فيه الثقافة مع التعليم، وتنهض فيه الخدمات والبنية التحتية جنباً إلى جنب مع تعزيز الهوية الوطنية وصون التراث.
وخلال ٥١ عاماً، استطاعت إمارة الفجيرة أن تتحول إلى وجهة حيوية على خريطة الإمارات، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي على المحيط الهندي، ومن انفتاحها على العالم عبر موانئها وخطوطها البحرية والتجارية ولم يكن ذلك ليتم لولا القيادة الحكيمة لحاكمها، الذي وجّه بترسيخ حضور الفجيرة في كل المجالات.
لقد شهدت الإمارة قفزات نوعية في مشاريع البنية التحتية، حيث الطرق الحديثة والجسور والأنفاق التي سهّلت الحركة ووصلت المدن والقرى، فضلاً عن المشاريع الإسكانية والخدمية التي رفعت من مستوى معيشة المواطنين والمقيمين، كما تمضي الفجيرة اليوم في خطط تنموية طموحة، تتماشى مع رؤية «نحن الإمارات 2031»، وتؤكد حضورها في معادلة التنمية الوطنية الشاملة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حمد الشرقي.. مسيرة من الإنجاز والبناء والتطور - تليجراف الخليج اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025 03:44 صباحاً
0 تعليق