أعلن اليوم محافظ محافظة شبوة ورئيس المجلس المحلي، عوض محمد بن الوزير، عن مبادرة استثنائية ومتكاملة تهدف إلى دعم حركة النقل الجوي في المحافظة، وتعزيز الربط الجوي بين شبوة والمناطق الأخرى، وذلك بالتنسيق الكامل مع الخطوط الجوية اليمنية.

45.89.241.160

وتُعد هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى المحافظات الجنوبية، حيث تتحمل السلطة المحلية 50% من قيمة التذاكر للـ 100 تذكرة الأولى التي سيتم حجزها على رحلتين جويتين مباشرتين بين مطاري عتق الدولي وعادن الدولي، وذلك في إطار خطة استراتيجية لتنشيط الاقتصاد المحلي ودفع عجلة السياحة والتجارة.

وستشمل المبادرة، التي تنطلق فعلياً يوم الثلاثاء 28 سبتمبر 2025م، توزيعًا متوازنًا للـ 100 تذكرة المدعومة على النحو التالي:

• 50 تذكرة للرحلة المغادرة من مطار عتق الدولي (AXK) إلى مطار عدن الدولي (ADE)، رقم الرحلة:
  IY401 – A320-AFB
  موعد الإقلاع: 08:30 صباحًا من عتق
  موعد الهبوط: 09:10 صباحًا في عدن

• 50 تذكرة للرحلة القادمة من مطار عدن الدولي (ADE) إلى مطار عتق الدولي (AXK)، رقم الرحلة:
  IY400 – A320-AFB
  موعد الإقلاع: 07:00 صباحًا من عدن
  موعد الهبوط: 07:40 صباحًا في عتق

وسيتم تقديم الدعم المالي من قبل السلطة المحلية مباشرةً عبر اتفاقية رسمية مع الخطوط الجوية اليمنية، بحيث لا يتحمل المسافر سوى نصف قيمة التذكرة الأصلية، مما يجعل السفر الجوي أكثر قابلية للوصول للمواطنين، خاصةً الطلاب، والتجار، والموظفين، والمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفيات المتخصصة بصنعاء أو عدن.

دعم اقتصادي واستثماري استراتيجي

وفي كلمة ألقاها المحافظ بن الوزير خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر المحافظة، أكد أن هذه المبادرة ليست مجرد إجراء محدود، بل هي خطوة أولى في خارطة طريق شاملة لتحويل مطار عتق الدولي إلى مركز جوي إقليمي يخدم شبوة ومحافظات الجوار، مشيرًا إلى أن "النقل الجوي هو شريان الحياة الحديثة لأي منطقة تسعى للتنمية، ولا يمكن تحقيق أي تقدم اقتصادي أو اجتماعي دون ربط فعال بالخارج".

وأضاف المحافظ:

"نحن لا ندعم تذاكر طيران فقط، بل ندعم فرص العمل، ونفتح أبواب التجارة، ونمنح الشباب فرصة للسفر للدراسة والعلاج، ونجعل شبوة وجهة جاذبة للسياح والمستثمرين. هذا الدعم ليس هبة، بل استثمار ذكي في رأس المال البشري والاقتصادي لشعبنا."

وأشار إلى أن السلطة المحلية تعمل بالتعاون مع وزارة الطيران المدني والجهات المعنية على إعادة تأهيل البنية التحتية للمطار، وتحسين خدمات الإرشاد والمراقبة الجوية، وتدريب الكوادر الفنية، بما يضمن استدامة هذه الرحلات وتوسيعها مستقبلاً ليشمل وجهات أخرى مثل الرياض وجدة والكويت.

ردود أفعال إيجابية من المجتمع

وقد لاقت المبادرة ترحيبًا واسعًا من قبل المواطنين، حيث أعرب عدد من التجار والطلاب والنشطاء الحقوقيين عن تقديرهم لهذه الخطوة الجريئة، مشيدين بـ"رؤية المحافظ الذي يضع المواطن في صلب أولوياته".

كما أبدت الخطوط الجوية اليمنية تعاونها الكامل، وأكدت في بيان رسمي أنها ستخصص فريقًا مختصًا لتسهيل حجز التذاكر، وإعطاء الأولوية للمواطنين من شبوة، مع توفير خدمة "حجز مسبق" عبر موقع الشركة الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي الرسمية، بالإضافة إلى نقاط حجز مخصصة في مطاري عتق وعادن.

خطوات مستقبلية

وأعلن المحافظ عن خطط قادمة تشمل:

• توسيع المبادرة لتغطي 200 تذكرة شهريًا بدءًا من أكتوبر 2025.
• إدخال رحلات أسبوعية ثابتة بين عتق وصنعاء وحضرموت.
• إنشاء صندوق دعم جوي محلي لتمويل رحلات طبية وإنسانية.
• التعاون مع المنظمات الدولية لتأهيل المطار وفق معايير السلامة العالمية.

شبوة تعود إلى الخريطة الجوية

هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية في سياسة السلطة المحلية، إذ تتحول من دور متلقٍ للخدمات إلى دور فاعل وداعم للتنمية، وتُظهر أن شبوة، رغم كل التحديات، تمتلك رؤية واضحة لإعادة بناء نفسها كمحافظة منفتحة، مزدهرة، ومرتبطة بالعالم.

وختامًا، دعا المحافظ بن الوزير جميع المواطنين إلى الاستفادة من هذه الفرصة النادرة، مشددًا على أن "السفر ليس رفاهية، بل حق أساسي من حقوق الإنسان، وأن كل تذكرة تُحجز اليوم هي خطوة نحو مستقبل أفضل لشبوة".