نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: قمة الدوحة.. اختبارالإرادة - تليجراف الخليج اليوم الأحد الموافق 14 سبتمبر 2025 04:01 مساءً
تتجه الأنظار إلى الدوحة حيث تعقد قمة عربية وإسلامية غير عادية في ظرف إقليمي استثنائي. يقف القادة العرب أمام اختبار تاريخي يحدد ملامح المرحلة المقبلة؛ فإما أن ترتقي القمة بقراراتها إلى مستوى التحديات عبر تجاوز الخطابات الشكلية، وصوغ موقف موحد يردع العدو الإسرائيلي، يلجم "نتنياهو، ويواجه الصلف والتواطؤ الأمريكي. بخلاف ذلك سيبقى النظام الرسمي العربي عاجزاً لا يُقنع شعباً ولا يُرهب عدواً.
المشروع الإسرائيلي لم يعد خطاباً نظرياً، بل واقعاً يتوسع على الأرض. حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، المسنودة بمؤسسات عسكرية واستخبارية، تتحرك وفق رؤية "إسرائيل الكبرى".
وفيما تتعامل واشنطن مع هذا المشروع كأولوية استراتيجية. تكشف تصريحات ترامب عن "صِغر مساحة إسرائيل وضرورة توسيعها" أن أمن إسرائيل ثابت في الحسابات الأمريكية، لا بل هوعلى حساب سائر شعوب ودول المنطقة، وما يُسوّق من خلافات بين البيت الأبيض وتل أبيب ليس أكثر من توزيع أدوار بين الأخوين ( نتنياهو وترامب).
في المقابل، يواجه العالم العربي انقساماً يضاعف من خطورة المشهد، حرب الإبادة على غزة والاعتداءات الإسرائيلية لم تتوقف على الشعب الفلسطيني ، بل امتدت إلى دول عربية عدة وصولاً إلى تهديد سيادة قطر.
لا تكذبوا التاريخ؛ فالتهديدات الإسرائيلية تجاوزت مرحلة الأقوال لتتحول إلى أفعال. فالثابت الوحيد هو السياسة الإسرائيلية العدوانية، والمتغير الدائم هو ضعف العرب وتشتتهم.
إن من يخادع نفسه بالقول إن الوطن العربي على قلب رجل واحد تجاه قضاياه المصيرية، يتجاهل شواهد الإنقسام التي تحجب الشمس عن سماء الأمة. فمع كل قمة عربية تتعلق قلوب الشعوب ببارقة أمل في قرارات جديدة، لكن سرعان ما يتبخر الأمل ،ويتراكم الخذلان في بئرٍ عميقة بدأت منذ غرس الكيان الصهيوني في أرض فلسطين قبل ثمانية عقود.
العالم يعيش حالة فوضى تديرها واشنطن وتل أبيب على المستوين الكوني والإقليمي، فيما يبقى العرب الخاسرالأكبر في غياب تكتل قوي يرتبط بقوى عظمى أخرى. فما يطلبه الشارع العربي ليس إعلان حرب، فهذا "حلم بعيد المنال، بل في امتلاك إرادة سياسية حقيقية تُترجم إلى مواقف عملية: توحيد الصف، تفعيل أدوات الضغط الاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية، وفك الارتهان الكامل لواشنطن عبر تنويع الشراكات الدولية.
الشعوب جاهزة للدفاع عن أوطانها، والرأي العام ينتظر موقفاً صلباً، لا بيانات شكلية ولا دخاناً أبيض، بل خطوات عملية تحفظ الكرامة، وتعيد الاعتبار للأمة.
قمة الدوحة محطة مفصلية؛ فإما أن تُسجل في التاريخ كمنعطف يعيد الاعتبار للتضامن العربي ويؤسس لمرحلة جديدة من التلاحم، أو أن تتحول إلى دليل إضافي على عجز النظام الرسمي عن مواجهة استحقاقات المصير.
والسؤال الحاسم: هل يتمكن القادة من تخطي الخلافات الضيقة لمواجهة التحدي الوجودي بعقل استراتيجي جديد؟
الأيام ستمنح الإجابة
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق