العميد مناف طلاس: معي 10 آلاف ضابط منشق ولون واحد في سوريا اليوم - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: العميد مناف طلاس: معي 10 آلاف ضابط منشق ولون واحد في سوريا اليوم - تليجراف الخليج اليوم الأحد 14 سبتمبر 2025 03:25 مساءً

تليجراف الخليج - اعتبر العميد الركن مناف طلاس الذي انشق عن نظام الرئيس السوري السابق بشار الاسد، أن سقوط النظام كان نتيجة خلل في اتفاقات دولية، وليس انتصارًا داخليًا خالصًا، مشيرًا إلى دور تركي في تسريع الانهيار.

وأكد طلاس في لقاء نظّمه معهد العلوم السياسية في باريس، أن الثورة السورية لم تكن تهدف إلى تغيير شخص، بل إلى بناء دولة ومؤسسات حقيقية، ولم يكن هدفها الدخول إلى السلطة، قائلا: "قدّمت سوريا مليون شهيد للدخول في الدولة وبناء المؤسسات وليس لتغيير شخص، وكذلك لعدم العودة للمشهد القديم، والمطلوب من السلطة الحالية من الرئيس الشرع الدخول إلى الدولة وليس إلى السلطة السياسية."

ودعا إلى تشكيل مجلس عسكري وطني يوحّد كل القوى المسلحة (من قسد إلى فصائل السويداء والساحل) تحت قيادة وطنية واحدة، مشددا على أن الجيش الجديد يجب أن يكون جيشًا وطنيًا وعلمانيًا، وليس جيشًا دينيًا أو طائفيًا.

وأشار طلاس إلى أن مهمة الجيش الأساسية هي حماية المرحلة الانتقالية وضمان الأمان والعدل.

وتمنى النجاح للرئيس الجديد، أحمد الشرع، لكنه حذّر من أن النجاح الحقيقي يكون بـبناء الدولة وليس التفرد بالسلطة مؤكدا أن السلطة الجديدة يجب أن تستوعب جميع المكونات السورية ولا تُمثّل "لونًا واحدًا" فقط.

واقترح طلاس الاستفادة من الخبرات السورية في الشتات لبناء مؤسسات قضائية سليمة، مشيرا إلى أن الحل الاقتصادي يبدأ بـبناء الثقة من خلال الأمان والعدل، وليس بطلب الاستثمارات فقط.

ونفى طلاس قيامه بأي اتصالات سرية مع النظام الجديد، مؤكّدًا أن كل تحركاته وطنية وعلنية، فيما سيزور سوريا قريبًا وفق ما قال، لكن ليس للزيارة فقط، بل "من أجل العمل".

وأجاب طلاس على سؤال "لماذا تعود الآن؟"، بأنه لم يغب، ومنذ انشقاقه حاول في السنين الماضية الحفاظ على المؤسسة العسكرية، وأقام عامين في أنقرة وساهم بانشقاقات كبيرة في صفوف ضباط الأسد من بينهم ضباط علويون، "ومسؤوليتي كانت الحفاظ على الجيش السوري، ولكن لم أستطع بسبب التدخل الدولي في الملف السوري والتبعية وتدوير الزوايا بين مصالح الدول ومبعوثي الأمم المتحدة. والثورة السورية انتهت من لحظة تشكيل المجلس الوطني منذ نهاية عام ٢٠١١، وحاولت العمل دائمًا عبر الإعلان عن مجلس عسكري لسببين: الأول لاستمرار جذب المؤسسة العسكرية، والثاني لامتحان اختراق المربع الأمني لما يُراد لسوريا. وصلنا اليوم لمربع نريد فيه سوريا (تَبِعْنا). سوريا هي روحنا، سوريا هي طريقة تفكير، سوريا هي موقف حياة. لم يبنها لا الشرع ولا بشار ولا مناف طلاس. سوريا عمرها ٧ آلاف سنة من كل الإثنيات، بينها تعايش. هذه سوريا ليست للون ولا لطائفة، وتموت سوريا وتلفظ الطائفية، ولا تُحكَم بمن يفكر بمنطق الطائفة."

وقال إنه حاول عام ٢٠١١ العمل على المصالحة ومساحة من الحوار مع الثوار، وذهب إلى دوما ودرعا وحمص وبانياس وكل سوريا لاستيعاب الحراك الثوري، وكانت مطالب الثوار الدخول للدولة للأخذ من سلطة النظام لمصلحة سلطة الدولة.

وأضاف، أنه لم يستطع التأثير على الأسد وطلب منه أن يقوم بالانقلاب من الداخل والأخذ بالتغيير السلمي، ولكن بشار كان يخاف من ذلك.

وأوضح أنه نجح في الحل السلمي، وبسبب أخذ النظام بالحل الأمني انسحب من المشهد وانشق وذهب إلى فرنسا. وقبلها بقي عامًا كاملًا يقارع النظام ورفض حمل البندقية على الشعب السوري سواء مع النظام أو مع المعارضة. والهدف عدم القتل، ورفض أن يكون قائد الفصائل لأن المقصود قتل سوريا، وأصبح الصراع مع المعارضة لإغراق سوريا.

وعن القراءة العسكرية لسقوط نظام بشار الأسد، بين طلاس أنه كان في تركيا أثناء السقوط وشهد تمامًا ما حصل. ونظام الأسد كان متماسكًا نتيجة اتفاقات دولية وسقط نتيجة خلل في هذه الاتفاقات. والأتراك هم من رعى هذا السقوط، والدولة التركية كان لها دور في ذلك مع شعورهم بتنامي مشروع انفصال شمال شرق سوريا، فسرَّعوا بهذا الانقلاب، وأفضل شيء كان جاهزًا كان هذا الفصيل، وبعدها أصبح هناك تبنٍّ دولي ومحاولة استيعاب هذا الانهيار.

وتمنى طلاس نجاح الشرع في دخول الدولة وليس السلطة السياسية، قائلا إن هناك إشكال حقيقي في طريقة الدخول وطريقة الانتصار. وهناك تجاذبات في هذه المرحلة، وتركيا شعرت بالخطر وسرَّعت بعملية إسقاط النظام وترتيب المنطقة واعتمدت على هذا الفصيل. وشهدنا تداعيات ضد قسد والسويداء. ونحن لا ننافس على السلطة ولا تعنينا السلطة نهائيًا ولسنا طلابًا لها، ونأمل لهم النجاح، ولكن طريق النجاح يبدأ ببناء الدولة واستيعاب الآخر وليس إلغاءه، وبالمشاركة الحقيقية وليس التفرد بالسلطة، وأن تكون كل سوريا ممثلة وليست لونًا واحدًا، ونحن نرى أن هناك لونًا واحدًا اليوم."

وعن إمكانية بناء جيش وطني جامع وتسليحه قال طلاس إن الجيش السوري ومنذ تأسيسه معلوم طائفيته. ومنذ انشقاقه تواصل مع العديد من الضباط العلويين سرًا ووصل العدد إلى ١٨ ضابطًا علويًا برتبة لواء، كانوا جاهزين للمشاركة، والمجتمع الدولي هو من أخَّر هذا الملف.

وقال إنه ينبغي أن يكون هناك مجلس عسكري وطني يوحِّد البندقية ويحولها لبندقية وطنية، وتُدمَج فيه كل القوى على الأرض من قسد وفصائل السويداء وقوى في الساحل، وتأهيل وبناء جيش وطني حقيقي. "حتى لا يُقال خرجنا من حكم العسكر ودخلنا بحكم العسكر".

وأضاف، ان البلد الآن في فوضى، والفكرة توحيد البندقية وتحويلها إلى بندقية عسكرية وطنية. البندقية اليوم مأجورة، وكانت سابقًا مأجورة فصائليًا أو طائفيًا أو انفصاليًا، لصالح أجندات ترعاها قوى خارجية أو داخلية. والهدف الآن وضع خارطة طريق لتشكيل مجلس عسكري يقوم بتشكيل جيش وطني، والموجود حاليًا ليس جيشًا وطنيًا ويسير بطريق الانقسام. وينبغي أن تكون هناك عقيدة علمانية للجيش؛ جيش علماني وليس جيشًا إسلاميًا بمفهوم الشيخ أو رجل الدين. سوريا دولة للجميع، وعلى الأقل المؤسسة العسكرية ينبغي أن تكون مؤسسة علمانية، وبعدها شكل الدولة يؤمِّن الحماية. وأهم نقطتين هما الأمان والعدل، والمؤسسة العسكرية تؤمِّن المرحلة الانتقالية.

وتابع: لدي تواصل مع كل الأطراف، ومعي ١٠ آلاف ضابط منشق، منهم من قسد ومن النظام السابق ومن الفصائل. والهدف حماية المرحلة الانتقالية وحماية السيادة السورية وتشكيل مجلس عسكري وتوسيع سلطته، وينبغي التوسيع والأخذ من سلطة الرئاسة لصالح المجلس العسكري والسلطة الانتقالية. وليس لدينا مشكلة أن يبقى رئيس، لكن يجب أن تُبنى مؤسسة عسكرية ومؤسسات مدنية تحمي كل الأقاليم بمفاهيمها الحقيقية.

وأكد طلاس أن الأهم من التعافي الاقتصادي هو بناء الثقة عبر الأمان والعدل، وهما عمودا الدولة، وعلى أساسهما يُبنى الاستثمار ويأتي المستثمرون ويُبنى عليها قوانين وأنظمة. "أما أن نقول: اجلبوا المال والاستثمارات ولا يوجد عدل ولا أمان ولا محاكم ولا يوجد دستور ولا قوانين، والناس ترى كل ذلك، ولا يكفي الكلام الجميل للمستثمرين. والسؤال: هل سنبني دولة أم سنسرق سلطة ؟ إذا أردت الدخول في الدولة ينبغي أن أتأكد أن هناك حقيقة سلطة انتقالية وجيشًا وشرطةً وقضاءً وعدلًا.

حينها يأتي الاستثمار. وسوريا لها باع بالأعمال والتقدم. وهي أول دولة نزعت الحجاب، وليس موضوعنا نزع الحجاب، ولن نتدخل في دين الدولة، ونحن نحترم كل العقائد ولا نفرِّق بينها، وهناك فصل بينهما."


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق