متابعات- تليجراف الخليج

أثارت مذكرة رفعتها مجموعة تطلق على نفسها اسم “شباب جوبا” في دولة جنوب السودان جدلاً واسعاً، بعد مطالبتهم عمدة المدينة بإلزام بعض التجار، من الجاليات السودانية والصومالية، بعدم إغلاق محالهم التجارية في أوقات الصلاة، مؤكدين أن هذا السلوك يتسبب في تعطيل المواطنين وتأخيرهم عن قضاء احتياجاتهم اليومية.

خلفية عن المسلمين في جنوب السودان

تتفاوت الإحصائيات غير الرسمية حول عدد المسلمين في جنوب السودان، حيث قدّرت بعض المصادر نسبتهم بحوالي 18% من السكان. ويعيش في العاصمة جوبا، وعدد من المدن الأخرى، مسلمون ينتمون إلى السودان والصومال ودول مجاورة، ويمارس كثير منهم التجارة، ما يجعلهم ضمن شريحة نشطة في الأسواق المحلية.

رد المجلس الإسلامي بجنوب السودان

في المقابل، أصدر المجلس الإسلامي بجنوب السودان بياناً رد فيه على مطالب “شباب جوبا”، مؤكداً أن إغلاق بعض التجار لمحلاتهم لفترة قصيرة أثناء أداء الصلاة يعد من صميم حرية العبادة المكفولة دستورياً.

واستشهد البيان بالآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9]، مشدداً على أن التزام المسلمين بالصلاة أمر ديني لا يمكن مصادرته.

الدستور الانتقالي وضمان حرية الدين

أوضح المجلس الإسلامي أن الدستور الانتقالي لجنوب السودان يكفل حرية الدين والمعتقد بموجب المادة (33)، بما في ذلك ممارسة الشعائر الدينية فردياً أو جماعياً. وبالتالي فإن توقف بعض التجار عن العمل لفترة قصيرة لا يمثل خرقاً للقانون ولا انتهاكاً لحقوق الآخرين.

الدعوة للتوازن بين العبادة والخدمة

مع ذلك، دعا المجلس الإسلامي التجار إلى الموازنة بين حرية العبادة وحق المستهلكين في الحصول على الخدمات، مشيراً إلى إمكانية تنظيم ساعات العمل أو تشغيل مساعدين لضمان استمرار الخدمة أثناء أوقات الصلاة. وأكد أن هذه الممارسات فردية ولا تفرضها سياسات البلدية أو قوانين رسمية.

جوبا مدينة متعددة الثقافات والأديان

اختتم المجلس بيانه بالتأكيد على أن جوبا مدينة مدنية ذات تنوع ثقافي وديني، وأن تصوير إغلاق المحلات أثناء الصلاة باعتباره تهديداً للهوية المدنية أمر غير دقيق، ولا يتماشى مع روح الدستور. وأضاف أن ممارسة الشعائر الدينية لا يجب أن تُستغل لتأجيج الخلافات أو خلق توترات مجتمعية.

إتبعنا