هاجم "ترامب" ووصف اليهود بـ"الجنس السرطاني".. نظام العسكر يشن حملة ضد "أمريكا" ويصفها بـ"أكبر دولة إرهابية" في العالم - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هاجم "ترامب" ووصف اليهود بـ"الجنس السرطاني".. نظام العسكر يشن حملة ضد "أمريكا" ويصفها بـ"أكبر دولة إرهابية" في العالم - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 07:33 مساءً

من جديد، اضطر نظام الكابرانات، الحاكم الفعلي في الجزائر، إلى توظيف إعلامه المأجور من أجل الإفلات من قبضة الشارع الذي ارتفع منسوب غضبه مع قرب حسم ملف الصحراء لصالح المغرب، بعد أن نجح هذا الأخير في حشد دعم دولي واسع لقضيته الوطنية الأولى، وفي مقدمته الدعم القوي لدول عظمى من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة رئيسها "دونالد ترامب".

 وفي خطوة تروم احتواء هذا الاحتقان الداخلي، لجأ العسكر الجزائري إلى إطلاق بالونات إعلامية مشبعة بخطابات معادية لأمريكا وترامب، موجَّهة كالمعتاد نحو إسرائيل، في محاولة لإعادة تدوير العدو الخارجي وصرف الأنظار عن الإخفاقات الداخلية المتراكمة، وعلى رأسها مليارات الدولارات التي أُغدقت بسخاء كبير في حسابات قادة جبهة البوليساريو دون جدوى.

 بهذا الأسلوب، يسعى النظام إلى تمرير رسائل ضمنية للشعب الجزائري مفادها أن ما يجري ليس نتيجة خيارات سياسية واقتصادية فاشلة، بل مؤامرات تُحاك في واشنطن وتل أبيب، بينما الهدف الحقيقي هو امتصاص الغضب الشعبي و تحييده عن مساءلة المسؤولين الحقيقيين عن تبديد الثروات الوطنية في رهانات خاسرة.

في هذا السياق جاء مقال الرأي الذي نشرته صحيفة الشروق الجزائرية تحت عنوان "اليهود وراء كل جريمة" للكاتب محمد الهادي الحسني، والذي أثار ضجة واسعة بالنظر إلى لغته التحريضية ومضامينه السياسية. المقال اعتمد على استدعاء مقولات قديمة منسوبة إلى شخصيات غربية مثل "وليم كار"، و"بنيامين فرانكلين"، و"مارتن لوثر"، ليصور اليهود كـ"جنس سرطاني" مسؤول عن كل الشرور في العالم.

عقب ذلك، وسّع الكاتب الجزائري هجومه ليشمل الولايات المتحدة، التي وصفها بـ"أكبر دولة إرهابية في العالم"، ووصم رئيسها دونالد ترامب بـ"الكو بوي" أو "راعي البقر والماشية"، قبل أن ينتقل إلى تسفيه القادة العرب واتهامهم بالانغماس في الملذات والشهوات، مع تقديم الفلسطينيين كرمز للنقاء والصمود في مقابل خيانة الأنظمة.

لكن قراءة متأنية لهذا النص الموجه، كانت كافية لتكشف للجميع أن الهدف الحقيقي للمقال ليس مجرد التعبير عن موقف عدائي تجاه أمريكا أو إسرائيل، بل استخدام هذا الخطاب كأداة سياسية موجَّهة بدقة. فالتركيز على ترامب، الذي كان له الدور الأكبر في اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء سنة 2020، لم يأتِ اعتباطاً، بل لأنه يمثل في المخيال الجزائري لحظة الانكسار الكبرى في هذا الملف. والهجوم عليه اليوم، بعد عودته مجددا إلى السلطة، يؤدي وظيفة داخلية تتمثل في تحويل ترامب إلى شماعة لتعليق الإخفاقات الدبلوماسية للنظام.

إضافة إلى ذلك، فإن اختيار لغة عدائية قصوى ضد اليهود وإسرائيل ليس سوى إعادة إنتاج لخطاب تقليدي يسعى النظام من خلاله إلى شدّ عصب الداخل وتثبيت صورة العدو الخارجي الدائم، وهو تكتيك يُستعمل لتفادي مواجهة الأسئلة الحقيقية التي يطرحها الجزائريون حول مصير ثرواتهم وواقعهم الاجتماعي.

 وبقدر ما يتحدث المقال عن "خيانة" القادة العرب و"تبعية" الأنظمة لواشنطن، فإنه يتجنب بعناية أي إشارة إلى الأسباب الداخلية للأزمة الجزائرية أو إلى الفساد البنيوي الذي استنزف موارد البلاد في مشروع البوليساريو الفاشل.

من هنا يتضح أن مقال "الشروق" الجزائرية لم يُكتب كتحليل فكري أو دراسة تاريخية، بل كأداة بروباغندا وظيفتها مزدوجة: من جهة توجيه الرأي العام نحو عدو خارجي واضح المعالم، ومن جهة أخرى امتصاص السخط الشعبي وتحييد إمكانية انفجاره في وجه المؤسسة العسكرية الحاكمة.

 وعموما، فالنص صمَّم ليُظهر أن "المشكلة هناك" لا "هنا"، وأن العسكر ليسوا مسؤولين عن الفشل، بل ضحايا مؤامرات عالمية تقودها واشنطن وتل أبيب. وبذلك يتحول الإعلام المأجور إلى درع وقائي يحاول النظام أن يختبئ خلفه، في وقت تتسارع فيه الأحداث ليقترب ملف الصحراء من نقطة الحسم التي لا تصب في صالحه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق