أكد اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن ما قامت به إسرائيل من استهداف لقيادات حركة حماس داخل الأراضي القطرية يُعد "تجاوزًا خطيرًا"، لكنه شدد على أن مثل هذا العدوان مستحيل أن يتكرر داخل الأراضي المصرية، نظرًا لقوة الردع التي تمتلكها مصر وقدرتها العسكرية والسياسية على حماية سيادتها.

102.165.1.96

إسرائيل لا تجرؤ على أن تفعل ما فعلته في قطر على أي أرض مصرية... مصر مش هتسكت لو فكرت إسرائيل تستهدف حد من حماس على أراضينا، إحنا مش هنروح نشجب، إحنا مصر".

قوة الردع المصرية

أوضح فرج أن الجيش المصري يتمتع بكفاءة عالية، وأن إسرائيل وأمريكا تدركان جيدًا حجم القوة العسكرية المصرية، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي منهك منذ عامين في ما وصفه بـ"حرب عصابات"، ما يجعل أي تفكير في استفزاز مصر أمرًا غير محسوب العواقب.

كما أشار إلى أن تصريحات إسرائيل الأخيرة تُستخدم للاستهلاك المحلي، وأن الواقع العسكري والسياسي يُجبرها على احترام الحدود المصرية وعدم المساس بها.

جاءت تصريحات فرج في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منزل رئيس وفد حركة حماس التفاوضي في قطر، وأسفر عن استشهاد نجل خليل الحية ومدير مكتبه وثلاثة من مرافقيه، في عملية وُصفت بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي" و"إعلان حرب على قطر والمنطقة".

وأكد فرج أن مصر تتابع التطورات عن كثب، وأنها لن تسمح بتحويل أراضيها إلى ساحة لتصفية الحسابات، مشددًا على أن الأمن القومي المصري "خط أحمر لا يُمكن تجاوزه".

تصريحات فرج تحمل في طياتها رسالة ردع واضحة، مفادها أن السيادة المصرية محمية سياسيًا وعسكريًا، وأن أي محاولة لاختراقها ستُقابل برد حاسم. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق، وتوترًا دبلوماسيًا مع عدد من الدول العربية.

من الناحية العسكرية، تمتلك مصر جيشًا يُعد من الأقوى في الشرق الأوسط، ويتمتع بقدرات دفاعية وهجومية متقدمة، إلى جانب شبكة استخباراتية فعالة، ما يجعل تنفيذ أي عملية عدائية داخل أراضيها أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

البُعد السياسي والدبلوماسي

تصريحات فرج تعكس أيضًا ثقة الدولة المصرية في مكانتها الإقليمية والدولية، خاصة في ظل علاقاتها المتوازنة مع القوى الكبرى، وقدرتها على إدارة الملفات الأمنية بحكمة. كما تُبرز الفرق بين الدول ذات السيادة الصلبة، وتلك التي تُستخدم كمنصات لتصفية الحسابات الإقليمية.

وتُعد مصر من الدول التي تتعامل بحذر مع ملف حماس، وتحافظ على توازن دقيق بين دعم القضية الفلسطينية، وضبط التحركات الأمنية داخل أراضيها، ما يجعلها خارج دائرة الاستهداف المباشر في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

دلالات التوقيت

جاءت تصريحات فرج بعد ساعات من إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال نجل القيادي في حماس خليل الحية داخل قطر، في عملية أثارت استنكارًا واسعًا. توقيت التصريح يُعد رسالة استباقية لأي جهة قد تفكر في تكرار السيناريو داخل دول أخرى، ويُعيد التأكيد على أن الأمن القومي المصري خط أحمر.

قوة الردع المصرية

تصريحات اللواء سمير فرج ليست مجرد تعليق على حدث، بل تحمل رسائل استراتيجية متعددة: تأكيد على قوة الردع المصرية، تحذير ضمني لأي جهة تفكر في تجاوز الخطوط الحمراء، وتأكيد على أن مصر ليست ساحة لتصفية الحسابات. وبين التصعيد الإقليمي والتوازن المصري، تبقى القاهرة لاعبًا صلبًا في معادلة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

أقراايضا:بنك أبوظبي التجاري مصر يطرح شهادة «برايم» الدولارية بعائد ثابت ومزايا تمويلية مرنة | تليجراف الخليج