سجلت أسعار الذهب العالمية استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، لتظل بالقرب من أعلى مستوى تاريخي بلغته في الجلسة السابقة، مدعومة بحالة من الضبابية الاقتصادية العالمية وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.

المعدن النفيس

102.165.1.96

واستقر المعدن النفيس في المعاملات الفورية عند 3561.97 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 00:59 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل مستوى قياسيًا بلغ 3578.50 دولارًا يوم الأربعاء. في المقابل، تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 3619.40 دولارًا.

ترقب الأسواق

وتأتي هذه التحركات في ظل ترقب الأسواق لبيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية المقرر صدورها غدًا الجمعة، والتي من المتوقع أن تُظهر نموًا بمعدل 78 ألف وظيفة خلال أغسطس، مقارنة بـ 73 ألف وظيفة في يوليو، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة "رويترز".

وكانت وزارة العمل الأمريكية قد أعلنت أمس الأربعاء عن انخفاض عدد الوظائف الشاغرة إلى 7.181 مليون وظيفة في يوليو، وهو ما اعتبره عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي مؤشرًا على تباطؤ سوق العمل، مما يعزز احتمالات خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأمريكي.

وفي هذا السياق، صرّح عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر بأن الظروف الحالية تستدعي خفضًا للفائدة، وهو ما انعكس على توقعات الأسواق، حيث تشير أداة "فيد ووتش" التابعة لـ CME إلى أن المتعاملين يسعرون احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 97%، ارتفاعًا من 92% قبل صدور البيانات.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد استقرت الفضة عند 41.19 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.2% ليسجل 1423.63 دولارًا، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.6% ليصل إلى 1140.50 دولارًا.

تقرير الوظائف الأمريكي

وتبقى الأنظار متجهة نحو تقرير الوظائف الأمريكي، الذي قد يشكل نقطة تحول في توجهات السياسة النقدية، ويحدد المسار المستقبلي لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

في ظل حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية، يواصل الذهب أداءه القوي مدعومًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وتراجع مؤشرات سوق العمل، ما يعزز جاذبيته كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. ومع استقراره اليوم قرب أعلى مستوياته التاريخية، يثبت المعدن النفيس مجددًا أنه ليس مجرد سلعة استهلاكية، بل أداة استراتيجية للتحوط والاستقرار المالي.

وتشير التحركات الأخيرة في العقود الآجلة والمعاملات الفورية إلى أن المستثمرين باتوا يراهنون على تحول في السياسة النقدية الأمريكية، خاصة بعد تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي ألمحت إلى إمكانية خفض الفائدة في الاجتماع المقبل. هذا التوجه، إن تحقق، قد يدفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، ويعيد تشكيل خريطة الاستثمار العالمي في الأصول الآمنة.

في الوقت ذاته، تظل بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية المنتظرة غدًا الجمعة عاملًا حاسمًا في تحديد اتجاهات السوق، حيث ستوفر مؤشرات دقيقة حول مدى قوة الاقتصاد الأمريكي، وقدرة الفيدرالي على الاستمرار في دورة التيسير النقدي. وبينما يراقب المستثمرون هذه البيانات عن كثب، يبقى الذهب في موقع الصدارة، مستفيدًا من كل إشارة ضعف في الدولار أو تباطؤ في النمو.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فإن استقرار الفضة، وارتفاع البلاتين، وتراجع البلاديوم، يعكس تباينًا في الطلب الصناعي والاستثماري، ويؤكد أن الذهب يظل الأكثر حساسية للتغيرات الاقتصادية الكبرى.

وفي النهاية، فإن تحركات الذهب اليوم ليست مجرد أرقام على شاشة التداول، بل هي انعكاس مباشر لحالة الاقتصاد العالمي، وتوجهات السياسات النقدية، وثقة المستثمرين في المستقبل. وبينما يظل المعدن الأصفر يحوم قرب قمته التاريخية، فإن كل تحديث في البيانات الاقتصادية قد يكون الشرارة التي تدفعه إلى قمة جديدة أو تعيده إلى مستويات أكثر تحفظًا.

أقراأيضا :أسعار الذهب في سوريا بداية تعاملات اليوم الخميس 4- 9 - 2025 | تليجراف الخليج