مالك عبيدات – طالب نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي الحكومة باتخاذ موقف حازم يتمثل بإلغاء معاهدة وادي عربة ووقف جميع أشكال التعاون والتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير ماليته  سموتريتش تمثل "إعلان حرب صريح" على الأردن وفلسطين والمنطقة بأكملها.

وقال العبادي لـ"الأردن 24" إن إسرائيل تسعى إلى تفريغ الأرض من الفلسطينيين سواء داخل الخط الأخضر أو في أراضي 1967، بل وحتى الضغط على الأردن لتهجير سكانه، تمهيداً لتطبيق روايات دينية مزعومة تزعم أن "أرض جلعاد" جزء من دولتهم، رغم أنها تقع في وسط الأراضي الأردنية.

وأضاف أن اليمين الإسرائيلي المتطرف، بقيادة نتنياهو، يسير وفق مخطط قديم وممنهج، حيث تغذيه نصوص توراتية وأفكار أيديولوجية مترسخة، مشيراً إلى أن نتنياهو كتب منذ عقود عن مشروعه التوسعي في كتابه "مكان تحت  الشمس"، وأن هذا المخطط لم يتوقف منذ اغتيال إسحاق رابين وحتى اليوم.

ولفت العبادي إلى أن "الحقائق التي كان يتم إنكارها أصبحت واضحة للعيان، والمجتمع الإسرائيلي ينزلق بسرعة نحو التطرف، بدليل تشكيل لواء عسكري جديد باسم جلعاد بالقرب من مخيم البقعة، في خطوة تحمل رسائل خطيرة للأردن والمنطقة".

وأكد أن الأردن يقف اليوم في عين العاصفة، بوصفه "رأس الحربة" في مواجهة هذه المخططات، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر جذرياً في العلاقة مع إسرائيل، قائلاً: "حتى لو وصل الأمر إلى إلغاء معاهدة وادي عربة، فلا فائدة سياسية تُرجى من استمرار هذه العلاقة".

كما دعا العبادي إلى تحرك عربي واسع عبر عقد قمة عربية طارئة، لتبني موقف موحد في مواجهة المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي، مشدداً على أن الأردن لا يستطيع مواجهة التحديات منفرداً، بل يحتاج إلى حاضنة عربية داعمة.

وختم العبادي حديثه بالقول إن التصدي للمشروع الإسرائيلي يتطلب أولاً تعزيز الجبهة الداخلية الأردنية، وترسيخ الوحدة الوطنية، إلى جانب الاستعداد على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية لمواجهة المرحلة المقبلة، مضيفاً: "نحن أمام واقع خطير ومرحلة بالغة السوء، ولا بد من الاستعداد بكل الوسائل لصد هذا العدوان".